انّك قد رضعت من لبنها وانّها لك محرّم ـ الحديث ـ (١).
وقوله (عليهالسلام) ايضاً : إذا اختلط الحلال بالحرام غلب الحلال الحرام (٢).
وغير خفي انّ هذا الخبر مجمل الدّلالة على المطلوب بل الظاهر منه انّ الحلال فاعل لقوله (عليهالسلام) : «غلب» فحينئذٍ يكون كالاخبار المتقدّمة الدالّة على الاباحة في الشبهة في موضوع الحكم الشرعي.
والعجب انّ الاخباريين استدلّوا على التوقّف في الشبهة في نفس الحكم الشّرعي اعني فيما لم يرد به نصّ ولم يعلم هل هو حلال أو حرام باخبار التثليث الدالّة على الوقوف عند الشبهة ، وصرّحوا بالاباحة في الشبهة في موضوع الحكم الشرعي مع انّ الشبهة الواردة في اخبار التثليث تصدق عليها.
قال بعض الاخباريين : ان قال قائل : ايّها السالكون في طريق الاعمال بدلالة الحديث والجاعلون بناء اموركم على التثليث : حلال بين وحرام بيّن وشبهات بين ذلك ، هل بلغكم بها حقيقة شرعيّة؟ أم تحكمون فيها بحقيقة لغويّة أو عرفيّة أو بامارات قطعيّة أو ظنيّة؟ فإن كان لها حقيقة شرعيّة فبيّنوها لنا ولانزاع ، والّا فكيف تحكمون بأنّ ما لا نصّ فيه وكلّ ما ليس
__________________
(١) الوسائل ٢٠ / ٢٥٩.
(٢) في غوالي اللئالي ٢ / ١٣٢ و ٣ / ٤٦٦ : ما اجتمع الحلال والحرام إلّا غلب الحرام الحلال.