كتب التفسير التحليلى ، ويمكن إدراج تفسير القرطبى ضمن كتب التفسير بالرأى ، وضمن كتب التفسير التحليلى ، وضمن كتب التفسير الفقهى وهكذا ، لأن العلاقة بين كل اعتبار وآخر ليست قائمة على المقابلة أو التضاد ، وبالتالى فإن معظم ما ذكرناه من كتب التفسير بالرأى يصح أن يكون نموذجا للمصنفات فى التفسير التحليلى.
التفسير الإجمالى :
أما التفسير الإجمالى فإنه فى الغالب يكون موجها للقاعدة العريضة من الناس ، وبالتالى فلا يدخل المفسر فى التفاصيل الدقيقة ، والمباحث المتخصصة.
وإنما يهتم ببيان المعنى العام باختصار ، سائرا مع الآيات حسب ترتيبها فى المصحف الشريف ، وهو ـ أى المفسر ـ كما يقول الدكتور أحمد السيد الكومى ـ رحمهالله ـ : «إذ ينطق بعبارته التى صاغها من ألفاظه يأتى ـ بين الفينة والفينة ـ بلفظ من ألفاظ القرآن ، حتى يشعر السامع أنه لم يكن بعيدا فى تعبيره عن سياق القرآن ، ولا مجانبا لمجموع ألفاظه ، وحتى يحقق التفسير من جانب ، آخر ، ويكون رابطا نفسه بنظم القرآن من جانب آخر ، ويكون فى الموضع الذى يجانب فيه لفظ القرآن آتيا بلفظ أوضح عند السامعين ، وأيسر فى الفهم عند المخاطبين» (٨٣)
والمفسر ـ فى سبيل ما تهدف إليه الجمل من معان ، وما ترمى إليه من مقاصد ـ لا بدّ له من الاستعانة بما يحتاج إليه من آية أخرى ، أو حديث نبوى ، أو أثر صحيح عن السلف ، أو بيت من أشعار العرب ، أو حكمة مأثورة عن الحكماء والبلغاء.
هذا هو الغالب عند من يفسرون القرآن تفسيرا إجماليا ، لأنهم يخاطبون به الجانب الأعظم من المسلمين ، فلذلك لا يتعرضون لمعالجة الجزئيات والتفاصيل بصورة متخصصة ، ولكننا وجدنا بعضا ممن كتب فى التفسير الإجمالى يتعرض لبعض المسائل التى لا يفهمها إلا المتخصصون ، كما فعل الجلالان ، جلال الدين المحلى ، وجلال الدين السيوطى فى «تفسير الجلالين» ، حيث تعرضا لأوجه الإعراب ، ونبها على بعض القراءات ، ونحو ذلك مما لا يفهمه إلا المتخصصون ، ولا يدركه غيرهم.
أهم كتب التفسير الإجمالى :
معظم كتب هذا الاتجاه ظهرت فى العصر الحديث ، ويأتى على رأسها التفاسير التالية :