فيضم نصرته إلى نصرة الله ـ عزوجل ـ لأظهر الدعوة ، وأنشر الدين؟ قال الحواريون :
نحن أنصار نبيه ودينه.
واختلف فى تسميتهم بذلك على أقوال :
قال ابن عباس : سموا بذلك ؛ لبياض ثيابهم.
وقيل : سموا بذلك ؛ لأنهم كانوا يطهرون نفوس الناس ، بإفادتهم الدين والعلم ، المشار إليه ، فى قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب : ٣٣) ، وقال قتادة والضحاك : سموا بذلك ؛ لأنهم كانوا خاصة الأنبياء ؛ لصفاء ونقاء قلوبهم.
واختلف فى أصلهم ـ كذلك ـ على أقوال :
فقيل : كانوا صيادين ، يقول الراغب : وإنما كانوا كذلك لاصطيادهم نفوس الناس من الحيرة ، وقودهم إلى الحق.
وقيل : كانوا قصارين للثياب وصباغين.
وأراد معلّم عيسى السفر ، فقال لعيسى :
عندى ثياب كثيرة ، مختلفة الألوان ، وقد علمتك الصبغة فاصبغها ، فطبخ عيسى وعاء واحدا ، وأدخل فيه جميع الثياب ، وقال : كونى بإذن الله على ما أريد منك. فقدم الحوارى :
هو معلم الصباغة ، والثياب كلها فى هذا الوعاء الواحد ، فقال لعيسى : قد أفسدتها ، فأخرج عيسى ثوبا أحمر ، وثوبا أصفر ، وأخضر ، إلى غير ذلك ، مما كان على كل ثوب مكتوب عليه صبغه ، فعجب الحوارى ، وعلم أن ذلك من الله ، ودعا الناس إليه ، فآمنوا به.
فهم الحواريون.
وقيل : كانوا ملوكا ، وذلك أن الملك صنع طعاما ، ودعا الناس إليه ، وكان عيسى على قصعة ، فكانت لا تنقص ، فقال الملك له : من أنت؟ قال : عيسى ابن مريم ، قال : إنى أترك ملكى هذا ، واتبعك ، وانطلق بمن اتبعه مع عيسى عليهالسلام. فهم الحواريون (٤٥).
٢٦ ـ الحور العين
ورد ذكر (الحور العين) فى القرآن الكريم بهذا الاسم : ثلاث مرات.
فى قوله تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ (٥٣) كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) (الدخان : ٥١ ـ ٥٤).
وفى قوله تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧) فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (١٨) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٩) مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) (الطور : ١٧ ـ ٢٠). وفى قوله تعالى : (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ