الإمالة والتقليل
الفتح والإمالة لغتان مشهورتان على ألسنة الفصحاء من العرب الذين نزل القرآن بلغتهم ، فالفتح لغة أهل الحجاز ، والإمالة لغة أهل نجد من تميم وأسد وقيس ـ قال الدانى :
والأصل فيها حديث حذيفة مرفوعا : «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ، وإياكم وأصوات أهل الفسق وأهل الكتابين» ثم قال :
لا شك أن الإمالة من الأحرف السبعة ومن لحون العرب وأصواتها.
والإمالة فى اللغة بمعنى التعويج. يقال :
أملت الرمح ونحوه إذا عوجته عن استقامته.
والإمالة من الأحكام ذوات الأضداد وضدها الفتح ، والمراد به فتح القارئ فمه بالحرف لا فتح الألف إذ الألف لا تقبل الحركة.
والإمالة فى اصطلاح القراء : أن ينحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء كثيرا وهو المحض. ويقال له الاضجاع ، والبطح ، والكسر ، وهو بين اللفظين ، ويقال له أيضا التقليل ، والتلطيف ، وبين بين.
وتنقسم إلى قسمين : كبرى وصغرى :
فالكبرى : أن تقرب الفتحة من الكسرة والألف من الياء من غير قلب خالص ولا إشباع مبالغ فيه ، وهذه هى الإمالة المحضة ، وإذا أطلقت الإمالة انصرفت إليها أى : إلى المحضة ، وكما تسمى بالمحضة تسمى أيضا بالاضجاع وبالبطح لأنك إذا قربت الفتحة من الكسرة والألف من الياء فكأنك بطحت الفتحة والألف أى : رميتهما وأضجعتهما إلى الكسرة.
والصغرى : هى ما بين الفتح والإمالة المحضة. ولهذا يقال لها : بين بين ، وبين اللفظين : أى بين لفظ الفتح ولفظ
الإمالة. ولما كان فى القسمين أى : الإمالة الكبرى والإمالة الصغرى ، تغيير للألف بتعويجها عن استقامتها فى النطق وميلها عن مخرجها إلى نحو مخرج الياء ولفظها ، سمى ذلك التغيير إمالة.
أ. د. السيد إسماعيل على سليمان
المصادر والمراجع :
__________________
(١) انظر : النجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع فى أصل مقرأ الإمام نافع ص ١١٥ للشيخ / سيدى إبراهيم أحمد المارغنى طبعة المطبعة التونسية بسوق البلاط بتونس سنة ١٣٥٤ ه ١٩٣٥ م. وانظر : الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ١ / ١٢٠ ـ ١٢٣ طبعة الحلبى ، وانظر : الوافى فى شرح الشاطبية فى القراءات السبع للشيخ عبد الفتاح القاضى ص ١٣٩ ـ ١٦٠ طبعة مكتبة السوادى للتوزيع الثالثة ١٤١١ ه ـ ١٩٩٠ م.