التّكميل
التكميل صورة أخرى من صور الإطناب ، قريب الشبه بالإيغال والتتميم ، ولقرب التشابه بينها يمكن أن يصلح مثال واحد للاستشهاد على كل منها.
والتكميل لغة زيادة الشيء حتى يبلغ النهاية ، والكامل ضد الناقص وفوق التام.
فالشىء يكون ناقصا ، ثم يصير بعد النقص تاما ، ثم يصير كاملا بحيث لا يقبل الزيادة (١).
أما تعريف التكميل فى اصطلاح البلاغيين ، فتتعدد عباراته ويتقارب أو يتوحد معناه ، ومن تلك التعريفات عرّفه الباقلانى فقال :
«ومن البديع التكميل والتتميم ، وهو أن يؤتى بالمعنى الذى بدأ به بجميع المعانى المصححة المتممة لصحته المكملة لجودته من غير أن يخل ببعضها ، ولا أن يغادر شيئا منها» (٢).
وقال التبريزى :
«التكميل أن يذكر الشاعر المعنى ، فلا يدع من الأحوال التى تتم بها صحته ، وتكمل شيئا إلا أتى به (٣)» أما ابن أبى الأصبع فعرفه بقوله :
«أن يأتى المتكلم أو الشاعر بمعنى من معانى المدح أو غيره من فنون الشعر وأغراضه ، ثم يرى مدحه والاقتصار على ذلك المعنى فقط غير كامل فيكمله بمعنى آخر» (٤) وقال الخطيب القزوينى :
«الإطناب بالتكميل أو الاحتراس هو أن يؤتى فى كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه ...» (٥) وهذا التعريف هو أوجز هذه التعريفات وأحكمها وقد قسم فيه التكميل قسمين ، فقال :
«وهو ضربان : ضرب يتوسط الكلام كقول طرفة :
فسقى ديارك ـ غير مفسدها ـ |
|
صوب الربيع وديمة تهمى |
وضرب يقع فى آخر الكلام ، كقوله تعالى :
(فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) (٦).
ثم قال مبينا موضع التكميل :