وفي هذا نهي عن إحداث البدع في الدين ، ومفارقة جميع المسلمين ، ومثله : (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً) [سورة الروم آية : ٣٢] ، وقال : (وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً) [سورة القصص آية : ٤].
الثاني : قوله : (هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ) [سورة القصص آية : ١٥] يعني : أنه ولد ابنه إسرائيل ولم يكن من القبط.
الثالث : أهل دين ؛ قال الله : (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ) [سورة القمر آية : ٥١] أي : من كان على دينكم ، وقال : (كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ) [سورة سبأ آية : ٥٤] ، وقال : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ) [سورة مريم آية : ٦٩] أي : من كل أهل دين باطل ، وقال تعالى : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) [سورة الصافات آية : ٨٣] أي : من أهل دينه.
الرابع : اختلاف الآراء وتغاير الأهواء ، قال الله : (هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) [سورة الأنعام آية : ٦٥] يوعدهم بالعذاب من فوقهم وهو الطوفان ، أو من تحت أرجلهم الخسف ، أو يلبسهم شيعا أي : يخذلهم ويخليهم من ألطافه وفوائده كل ذلك بذنوبهم فيلتبس عند ذلك أمرهم ويختلفوا حتى يذوق بعضهم بأس بعض.