فمن هذه الظواهر
الترادف وما ذكره منها قوله إن امرأة «الرجل هي لباس ، وفراش ، وإزاره ، وأم
أولاده ، ومحل إزاره» .
ومنها الاشتراك
فقال إن الحكمة : «الأمانة ، والحكمة : البيان ، والحكمة : الفقه ، والحكمة :
العقل ، والحكمة : الفهم» .
واهتم أيضا
بالأضداد وقد ورد هذا المصطلح بالمعنى نفسه الذي نفهمه منه اليوم ولعله أقدم كتاب
وصل إلينا ورد فيه هذا المصطلح ومما ذكره منه أن «فما فوقها أي فما دونها بالصفر
وهذا من الأضداد» . وقد يذكر اختلاف لهجات الكلمة بين فعّل وأفعل فمن ذلك قول
«يقال سحته وأسحته لغتان» .
وعني بشكل خاص
بذكر جموع التكسير فقد ذكر أن «الطور يجمع طورة وأطوارا» .
وتظهر معرفته
الواسعة باللهجات من خلال إرجاعه الكلمات إلى لهجاتها فمن ذلك قوله : «إن شطر
المسجد معناه نحوه وتلقاءه وهو بلغة أهل يثرب. والشطر أيضا النصف ... وهي لغة بني
تغلب» .
وذكر كثيرا من
أصول المفردات الأجنبية التي وردت في القرآن الكريم فمن ذلك قوله إن : «نائشة
الليل معناه قيامه وهي بلسان الحبشة» ولم يعن بالشعر فقد استشهد ببيت واحد في كتابه كما قلل
الاستشهاد بالحديث الشريف على حين أكثر من الاستشهاد بالآيات القرآنية. وقد يستطرد
فيذكر الحكم الشرعي المستنبط من الآية الكريمة فمن ذلك بيانه لعدة المطلقة .
أما مذهبه الشيعي
فيبرز واضحا في تفسير بعض الآيات القرآنية من ذلك عند تفسيره لقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما
أُنْزِلَ إِلَيْكَ ...) قال زيد ... هذه لعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه خاصة» .
تأثره بآراء من
سبقه :
لا شك أن زيدا قد
تأثر كثيرا بآراء أساتذته ـ وقد مر ذكرهم ـ وتأثّر أيضا ببعض الصحابة وكبار
التابعين الذين عرفوا بتفسيرهم للقرآن ، وقد أورد زيد آراءهم نصا في الغالب ، ودون
أن يذكر أسماءهم ، وهذا ما يوافق منهجه في هذا الكتاب ولعل أهم من تأثر بهم ، وذكر
آراءهم من الصحابة والتابعين هم الإمام علي عليهالسلام وعبد الله بن عباس
__________________