واستشهدت كتب أخرى عديدة بأمثلة من قراءته وهذه الكتب في علوم مختلفة منها كتب القراءات والتفسير واللغة والنحو.
فما ورد منها للاستشهاد في كتب القراءات القرآنية كما في كتاب مختصر شواذ القرآن لابن خالويه (١). ومثله في كتاب المحتسب لابن جني (٢).
وما ورد منها على هذه الطريقة في كتب التفاسير أمثال الكشاف للزمخشري فقد أورد منها كثيرا (٣) ومجمع البيان للطبرسي (٤) والمحرر الوجيز للغرناطي (٥) والتفسير الكبير لفخر الدين الرازي (٦) والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٧) وبصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي (٨) وغيرها.
وما ورد منها في كتب اللغة أمثال كتاب الشوارد للصغاني (٩).
واستشهد بها أيضا في كتب النحو أمثال المغني لابن هشام الأنصاري (١٠).
والذي يطلع على أمثلة من هذه القراءة قد يجد أن هناك تعارضا بين روايتين أو أكثر في قراءة آية قرآنية. ولعل السبب وراء ذلك ـ إضافة إلى احتمال الخطأ من الناسخ أو الراوي ـ أن زيد بن علي كان يذكر صواب بعض القراءات رغم أنه يقرأ بغيرها فقد ذكر ذلك الطبرسي في توجيهه لقراءة زيد بنصب الباء في (رب العالمين) بقوله إنه بين جواز هذه القراءة لكنه ليس يقرأ بها في الصلاة (١١).
وتكفي قراءة سريعة لكتب زيد للوصول إلى معرفة مدى اهتمامه بالقراءة وتضلعه بهذا العلم فقد ذكر في كتابه تفسير غريب القرآن ـ الذي قمت بتحقيقه في هذه الرسالة ـ بيان اختلافات القراء من دون أن يسميهم غالبا وإذا كان هذا الاختلاف مؤثرا في المعنى فيقوم ببيانه أيضا مثال ذلك قوله : «وتقرأ (سِحْرانِ) يعني التوراة والانجيل ومن قرأ ساحران أراد بهما موسى وهارون عليهماالسلام» (١٢).
__________________
(١) انظر مختصر شواذ القرآن ١٠ و ٣٧ و ١٠٤ و ١١٧ وغيرها.
(٢) انظر المحتسب ١ / ٣٧ و ١١٤ و ١٥١ و ٢٧٢ و ٣١٨ و ٣٤٤ و ٣٥٥ و ٣٥٧.
(٣) انظر الكشاف ١ / ٥٣ و ١٨٩ و ٢٢٨ و ٢٣٦ و ٢٥٤ و ٢٦٢ و ٢٨٢ و ٣٢٢ و ٥١٧ الخ.
(٤) انظر مجمع البيان ١ / ٢١.
(٥) انظر المحرر الوجيز ١ / ١٠٢.
(٦) انظر التفسير الكبير ٢ / ١٣٠.
(٧) انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١ / ١٣٦ و ١٧ / ٩.
(٨) انظر بصائر ذوي التمييز ٤ / ١٤٥ و ٤١٦ و ٥ / ١١٦ و ٢١١ و ٢٨٠.
(٩) انظر الشوارد ١ و ٥ و ٩ و ١١ و ٢٠ و ٢٣ و ٢٤.
(١٠) انظر المغني ١ / ٢٩٥ و ٢ / ٦٢٥.
(١١) مجمع البيان ١ / ٢١.
(١٢) انظر ص ٢٤٣ من هذا الكتاب.