٣ ـ شعره :
جاء في الكتب المعنية بالتراجم أو جمع أبيات الشعر بعض المقطوعات من الشعر لزيد بن علي. والذي يقرأ هذه الأبيات يخلص بنتيجة أنه لم يكن يعنى بنظم الشعر. وإنما يرتجل أبياتا لموقف معين مرّ به. ومن هنا تأتي قلة أبيات كل مقطوعة إذ لا تزيد كل منها عن الخمسة. وكذلك نفسر سبب كون شعره لا يرقى إلى مستوى ما عرف عنه من بلاغة وفصاحة. لكنه على أية حال شعر جيد. ومن نماذج شعره قوله (من بحر الطويل) :
ومن فضّل الأقوام يوما برأيه |
|
فإنّ عليّا فضلته المناقب |
وقول رسول الله والحق قوله |
|
وإن رغمت منه الأنوف الكواذب |
بأنك مني يا علي معالنا |
|
كهارون من موسى أخ لي وصاحب |
دعاه ببدر فاستجاب لأمره |
|
فبادر في ذات الإله يضارب (١) |
ومن شعره عند رثائه لأخيه الإمام محمد الباقر قوله (من بحر الكامل) :
يا موت أنت سلبتني إلفا |
|
قدمته وتركتني خلفا |
وا حسرتا لا نلتقي أبدا |
|
حتى نقوم لربنا صفا (٢) |
وقال أيضا (من بحر الطويل) :
يقولون زيد لا يزكي بماله |
|
وكيف يزكي المال من هو باذله |
إذا حال حول لم يكن في ديارنا (٣) |
|
من المال إلّا رسمه وفواضله (٤) |
وهناك أبيات أخرى ذكرتها بعض المصادر (٥).
قراءته :
لم تقتصر عناية زيد في دراسته للقرآن الكريم على بيان المعاني الغريبة فقط أو تفسير معنى بعض سوره وآياته. وإنما كان مهتما أيضا بالقراءة. فقد عرفت عنه قراءة خاصة به. فقال عنه أبو سعيد الحميري : «إنه ضليع بعدة علوم منها علم القرآن ، ووجوه القراءات ، وله قراءة
__________________
وتهذيب تاريخ ابن عساكر ٦ / ١٥ والعقد الفريد ٢ / ٤٣٨.
(١) فوات الوفيات ٢ / ٣٧ وانظر الوافي بالوفيات ١٥ / ٣٦ وأعيان الشيعة ٣٣ / ١٢٧.
(٢) الحدائق الوردية ١ / ٣١٥ وانظر أعيان الشيعة ٣٣ / ١٢٨.
(٣) في أعيان الشيعة أكفنا ٣٣ / ١٢٨.
(٤) الحدائق الوردية ١ / ٣١٥ وانظر أعيان الشيعة لمحسن الأمين ٣٣ / ١٢٨.
(٥) انظر الحدائق الوردية ١ / ٣١٥ ـ ٣١٦ والكامل لابن الأثير ٥ / ٢٣٣ وعيون الأخبار ١ / ٢١٣ والمواعظ والاعتبار ٢ / ٤٣٨ وعمدة الطالب ٣ / ٣٢٩ وأعيان الشيعة ٣٣ / ١٢٧ ـ ١٢٨ والعقد الفريد ٣ / ٣٦ ، و ٤ / ٤٨٣ و ٥ / ٨٩.