وجود خلاف فيما
بينهم من جهة. وبينهم وبين زيد من جهة أخرى ونقل عنه أنه قال لجماعة من البترية : «أتبرءون
من فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله فيومئذ سموا بالبترية» .
علاقة زيد
بالمعتزلة :
وردت بعض الأخبار
تفيد أن زيدا تأثّر بأفكار المعتزلة. وأنه تتلمذ على واصل بن عطاء. فقد قال بذلك
من القدماء الشهرستاني . ومن المحدثين عدد من الباحثين . وأغلب الظن أنهم استندوا في رأيهم إلى واحد أو أكثر مما
يأتي :
١ ـ جاء في الملل
والنحل أن الإمام الباقر ناقش زيدا على استماعه لأفكار واصل بن عطاء في الإمامة
ورأيه في الإمام علي . وبعد أن رأينا بوضوح ما يذهب إليه زيد في الإمامة وأنه
يؤمن بوجود الوصية. وهذا ما يناقض تماما رأي واصل بن عطاء لذا ليس أمامنا إلّا رفض
هذه الرواية أو القول بأن رأي زيد قد تغير من اتباع آراء واصل إلى ما ذكرناه عنه.
٢ ـ ذكرت بعض كتب
المعتزلة أن زيدا وابنه يحيى كانا يذهبان إلى واصل بعد ما نزل في المدينة للاستماع
إلى آرائه مما أثار حفيظة ابن أخيه جعفر الصادق ، وحصول مناقشة حادة بين زيد وابن
أخيه . وهذه الرواية لم يقتنع بصحتها حتى من نقلها فقد عقب عليها كل من القاضي عبد
الجبار وابن المرتضى بقولهما والله أعلم بصحتها. ثم إنها لا تستقيم تاريخيا لأن
عمر يحيى الذي ذكرت الرواية أنه تتلمذ أيضا على واصل كان في أحسن الفروض لا يزيد
عن عشر سنوات فكيف يعي مسائل دقيقة تقال في أصول الدين وهو بهذه السن.
٣ ـ ولعل أصحاب
هذا الرأي ذهبوا إليه بعد أن رأوا الأخبار التي تفيد أن زيدا لم يتبرأ من
الخليفتين الأول والثاني وهذا يخالف رأي الشيعة المتشددين فلا بد أنه أخذ هذا
الرأي من واصل. لكن هذا لا دليل عليه ولعل أصحاب هذا الرأي لم يطلعوا على روايات
أخرى تفيد أن أساتذة زيد قالوا بمثل ما نقل عن واصل . وإذا صحت هذه الروايات جميعا فيكون قد أخذ هذا الرأي عن
أساتذته لا عن واصل.
٤ ـ يلاحظ التقاء
بعض أفكار زيد مع آراء واصل ، فلا بد أنه أخذها عنه وهذا يجانب
__________________