اختاروا آل محمد
وعترته أتبعه وكنت معهم على ما اجتمعوا إليه. وإن عرفوا إلى أقومهم بذلك استعنت
بالله ورجوت توفيقه» أي أن زيدا سوف يتبع ما يقع عليه اختيار المسلمين إذا كان
من آل البيت. ويدعو له بالتوفيق إذا لم يكن منهم. وهذا نص صريح بأنه لم يكن يدعو
لنفسه.
وهناك نصوص أخرى
تدعم هذا فقد جاء عن الإمام السادس للشيعة جعفر الصادق عليهالسلام قوله : «أما إنه لو ظفر لوفى ، أما إنه لو ملك لعرف كيف
يضعها» .
وجاء أيضا عن
الإمام الثامن للشيعة علي بن موسى الرضا عليهالسلام في حديثه مع المأمون أن زيدا لم يكن يدعو لنفسه «فقال
المأمون يا أبا الحسن أليس قد جاء فيمن ادّعى الإمامة بغير حقها ما جاء؟ فقال
الرضا : إن زيد بن علي لم يدّع ما ليس له بحق ، وإنه كان اتقى من ذلك. إنه قال
أدعوكم إلى الرضا من آل محمد عليهمالسلام. وإنما جاء ما جاء فيمن يدّعي أن الله تعالى نصّ عليه ثم
يدعو إلى غير دين الله ، ويضل عن سبيله بغير علم» .
٤ ـ إن الفرق التي
نسبت إلى الزيدية بعد وفاة زيد كانت موجودة ولها كيانها في حياته فقد جاء في كتاب
فرق الشيعة أن الجارودية التقت مع «الفرقتين اللتين قالتا إن عليا أفضل الناس بعد
النبي (ص) فصاروا مع زيد بن علي بن الحسين عند خروجه بالكوفة فقالوا بإمامته فسموا
كلهم بالجملة الزيدية إلّا أنهم مختلفون فيما بينهم في القرآن والسنّة والشرائع
والفرائض والأحكام» .
ويؤيد هذا ما ذكره
عبد القاهر البغدادي أن الجامع لفرق الزيدية الثلاثة وهي الجارودية ، والسليمانية
ويقال الجريرية أيضا ، والبترية. وهذه الفرق الثلاث يجمعها القول بإمامة زيد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في أيام خروجه .
أي أن هناك فرقا
تختلف في بعض الأفكار وتتقارب في بعضها جمعتهم واقعة نصرة زيد فسموا بالزيدية. أي
دون أن يكون اتباعهم لآراء زيد دخل في تكون هذه الفرق وهذا ما يبرر
__________________