ورابعة ب : ( لِقَاءَنَا ) قال سبحانه : ( إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ ). (١)
وخامسة : ( مُّلاقُو رَبِّهِمْ ) قال سبحانه : ( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُو رَبِّهِمْ ). (٢)
وهذه الآيات التي وردت في الذكر الحكيم يربو عددها علىٰ ١٨ آية ، وقد اختلف المفسرون في تفسير لقاء الله.
فقد فسر بلقاء يوم القيامة تارة بشهادة قوله سبحانه : ( فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ). (٣)
وأُخرى بلقاء الآخرة ، قال سبحانه : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ). (٤)
وأُخرى : بنيل الثواب والعقاب ، قال سبحانه : ( أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (٥) ، غير أنّ العرفاء الشامخين أخذوا بحرفية تلك الكلمة وقالوا بلقاء الإنسان ربّه لقاءً قلبياً شهودياً لا لقاءً حسياً بل لقاء يدرك ولا يوصف ولا يمكن التعبير عنه باللفظ والكلمة ، وقد تبنىٰ ذلك المعنى العارف الحكيم الشيخ جواد الملكي التبريزي ( المتوفّى ١٣٤٣ ه ) فقال في كتابه « لقاء الله » ما هذا مثاله :
ثمّ إنّ المفسّرين أمام تلك الآيات على أحد رأيين :
الرأي الأوّل : الأخذ بما دلّ علىٰ تنزيه الربّ من كلّ جسم وجسمانية ،
__________________
١. يونس : ٧.
٢. البقرة : ٤٦.
٣. السجدة : ١٤.
٤. الأعراف : ١٤٧.
٥. القصص : ٦١.