أجلهما يتوقفان عن السير وبالتالي يزول نظامهما ، قال سبحانه : ( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ). (١)
إنّ لكلّ إنسان أجلاً محدَّداً فإذا انتهت حياته إلى ذلك الحد ، ينطفئ مصباح عمره ، يقول سبحانه : ( اللهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ). (٢)
فمطيّة الموت تنوخ عند عتبة كلّ إنسان شاء أم أبىٰ.
القرآن يذكر أنّ لكلّ أُمّة أجلاً كما أنّ لكلّ فرد أجلاً خاصاً ، فللأُمم حياة وموت ، وبزوغ حضارة وأُفولها ، يقول سبحانه :
( لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ). (٣) وقد تكرر هذا المضمون في سور أُخرى. (٤)
وهذه الآيات توحي إلىٰ أنّ مجموعة الظواهر الكونية كتب عليها البقاء إلىٰ أجل مسمّى ، فإذا جاء أجلها قضي علىٰ حياتها ووجودها.
ينص القرآن الكريم على أنّ قيام الساعة يتزامن مع حوادث كونية يضمحل فيها النظام الكوني وينهار ، وهذه الحوادث هي كالتالي :
__________________
١. لقمان : ٢٩.
٢. الزمر : ٤٢.
٣. يونس : ٤٩.
٤. لاحظ : الأعراف : ٣٤ ; الحجر : ٥ ; المؤمنون : ٤٣.