الخالدون في النار
إنّ من أوائل المسائل الكلامية التي طرحت علىٰ صعيد البحث بين المسلمين ـ بعد مسألة القضاء والقدر ـ هي مسألة حكم مرتكب الكبيرة.
فذهب المتطرفون من المسلمين الذين عابوا على عثمان وعمّاله ما اقترفوه من الاحداث إلى أنّ مرتكب الكبيرة كافر كفر ملّة.
وذهب آخرون منهم إلىٰ أنّه كفر نعمة.
ولما وصلت النوبة إلى المعتزلة قالت بمنزلة بين منزلتين ، لا هو كافر ولا مؤمن.
وذهبت الإمامية والأشاعرة إلى أنّه مؤمن فاسق عن طاعة الله تبارك وتعالى ، وعلى ضوء ذلك ذهب المتطرّفون والمعتزلة إلىٰ خلوده في النار ، خلافاً للآخرين ، حيث خصّوا الخلود بالكفار دون المسلمين وإن كانوا مرتكبين للكبائر.
قال الشيخ المفيد : اتّفقت الإمامية علىٰ أنّ الوعيد بالخلود في النار متوجه إلى الكفار خاصة دون مرتكبي الذنوب من أهل المعرفة بالله تعالى والإقرار بفرائضه من أهل الصلاة ، ووافقهم على هذا القول كافة المرجئة سوى محمد بن شبيب