تدلّ بعض الآيات على أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يشتكي من أُمّته لهجرهم القرآن ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ). (١)
والآية بما انّها مصدرة بالفعل الماضي أعني : « قال » يمكن أن يقال إنّ الرسول يشتكي في هذه النشأة كما يحتمل أن ترجع شكايته إلى النشأة الأُخرى وانّ استعمال الفعل الماضي فيما لم يتحقق لأجل كونه محقّق الوقوع.
وعلىٰ كلّ حال فالروايات تدل على أنّ نفس القرآن يشتكي يوم القيامة.
روى سعد الخفّاف ، عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال : « ... انّه سبحانه يخاطب القرآن الكريم ، ويقول : يا حجتي في الأرض ... كيف رأيت عبادي ؟ فيقول : منهم من صانني وحافظ عليَّ ولم يضيع شيئاً ، ومنهم من ضيّعني واستخف بحقّي وكذب وأنا حجتك على جميع خلقك ، فيقول الله تبارك وتعالى : وعزَّتي وجلالي وارتفاع مكاني لأُثيبنَّ عليك اليوم أحسن الثواب ولأُعاقبنّ عليك اليوم أليم العقاب ». (٢)
إنّ من الشهود الصحف التي تكتبها الملائكة الموكّلون على أعمال الإنسان ليلاً ونهاراً فلا يفترون عن كتابة كلّ صغير وكبير ، وقد دلت الآيات على ذلك وإليك بعض ما ورد.
( قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ). (٣)
__________________
١. الفرقان : ٣٠.
٢. بحار الأنوار : ٧ / ٣١٩ ـ ٣٢٠ ، الباب ١٦ من كتاب العدل والمعاد ، الحديث ١٦.
٣. يونس : ٢٠.