زفير وشهيق ، يقول سبحانه : ( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ). (١)
ففي هاتين الآيتين حكم عليهم بالخلود في النار ، وللمفسرين حول هذه الآية كلمات لا سيما في الاستثناء الوارد في قوله : ( إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ ) فمن أراد فليرجع إلى التفاسير ، ولكن الأمر المهم هو انّ من عصى الله سبحانه ولو في معصية صغيرة فقد شقي ، فللشقاء درجات كما أنّ الأشقياء أصناف ، ولكن المراد في الآية ليس كلّ من شقي ولو بغير الكفر ، وإنّما المراد من شقي لأجل كفره وعدم إيمانه ، ويؤيده سياق الآيات ، فقد جاء بعد هاتين الآيتين ، قوله سبحانه : ( فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَٰؤُلاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ ). (٢) فهذه الآية قرينة علىٰ أنّ المراد من الذين شقوا هم المشركون الذين يعبدون الأصنام دون الله سبحانه.
ويؤيد ذلك التفسير : انّه سبحانه فسر الأشقىٰ في بعض الآيات بمن كذب وتولىٰ ، وقال : ( فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ * لا يَصْلَاهَا إِلاَّ الأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ). (٣)
إنّ المجرمين حسب الذكر الحكيم مخلّدون في النار ، قال سبحانه : ( إِنَّ المُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ). (٤)
__________________
١. هود : ١٠٦ ـ ١٠٧.
٢. هود : ١٠٩.
٣. الليل : ١٤ ـ ١٦.
٤. الزخرف : ٧٤ ـ ٧٥.