في مطلع البعثة أن يؤمنوا بالأصول الثلاثة المقررة ، ثم بعد ذلك أراد منهم الأصول المتبقية كالإمامة أو الولاية والعدل ؛ وبعبارة : إن الإيمان بالأصول الثلاثة في مطلع البعثة كان ناقصا ثم أكمله الله تعالى بالولاية من خلال ما أورده على المسلمين من آيات دالة على فضله وعلو مقامه ووجوب اطاعته والتسليم له.
وقد أجاد العارف بآل البيت آية الله العظمى السيد الخميني (قدّس سره) حيث قال:
«إن الإيمان كان قبل نصب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا عليهالسلام للولاية عبارة عن التصديق بالله ورسوله ، ولم يكن قبل نصبه أو قبل وفاته على احتمال مورد التكليف للناس ومن الأركان المتوقف على الاعتقاد بها الايمان ، لعدم الموضوع له ، وأما بعد نصبه أو بعد وفاتهصلىاللهعليهوآلهوسلم صارت الولاية والإمامة من أركانه ، فقوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) هو جعل الاخوة بين المؤمنين الواقعيين ، غاية الأمر أن في زمان رسول الله كان غير المنافق مؤمنا واقعا لإيمانه بالله ورسوله ، وبعد ذلك كان المؤمن الواقعي من قبل الولاية وصدقها أيضا ، فيكون خطاب «يا أيها المؤمنون» متوجها إلى المؤمنين الواقعيين وإن اختلفت أركانه بحسب الأزمان ، من غير أن يكون الخطاب من أول الأمر متوجها إلى الشيعة حتى يستبعد ، سيما إذا كان المراد بالمؤمن الشيعة الإمامية الاثنى عشرية ، وأما الأخبار فما اشتملت على المؤمن فكذلك ، وما اشتملت على الأخ لا تشملهم أيضا لعدم الاخوة بيننا وبينهم بعد وجوب البراءة عنهم وعن مذهبهم وعن أئمتهم كما تدل عليه الأخبار واقتضته أصول المذهب ، وما اشتملت على المسلم فالغالب منها مشتمل على ما يوجبه ظاهرا في المؤمن ...» (١).
ونظير هذا الكلام ما ذكره الفقيه الحجة «البحراني» فلاحظ (٢).
إشكال :
كيف تقولون بكفر المخالف مع أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يجتنب أسآر (٣) المخالفين ، وكان يشرب من المواضع التي تشرب منها عائشة المعروفة بعدائها لأمير المؤمنين عليهالسلام.
__________________
(١) المكاسب المحرمة ج ١ / ٢٥٠ ط قم.
(٢) الحدائق الناضرة ج ٥ / ١٧٨ ط قم.
(٣) أسآر : جمع سؤر وهو بقية الشراب في قعر الإناء.