تساؤلات :
التساؤل الأول :
البعض يتصوّر أنّ الرجعة من قبيل التناسخ المحال عقلا كما ادّعى صاحب كتاب «الشيعة والتصحيح» حيث قال : «إنّ فكرة الرجعة مقتبسة من فكرة التناسخ التي جاء بها فيثاغورس ولها أنصار اليوم وإن الذين كانوا وراء فكرة الرجعة لعلّهم كانوا من المتأثرين بالفلسفة الفيثاغورية وأدخلوا الفكرة في المذهب ...».
ينقض عليه :
١ ـ إنّ هذا التصوّر باطل لأنّ التناسخ عبارة عن رجوع الفعليّة إلى القوّة ، أي أنّ الروح تنتقل إلى بدن آخر فتمرّ بمراحل عدّة من النطفة إلى المضغة إلى أن يصير طفلا ، وأين هذا من الرجعة التي هي عود الروح إلى البدن المتكامل من جميع الجهات من دون رجوع إلى القوة بعد الفعليّة.
وبعبارة أخرى : إنّ التناسخ انتقال النفس من بدن إلى آخر منفصل عن الأول أي أنّ الموضوع في التناسخ متعدّد ، أما الرجعة فهي عبارة عن معاد جسمانيّ معناه رجوع نفس البدن الأول بمشخصاته النفسيّة ، والفرق بين المعاد والرجعة ، انّ الرجعة عود ورجوع مؤقت إلى الدنيا والمعاد عود ورجوع في الآخرة.
٢ ـ إنّ الرجعة ليست فكرة مقتبسة من فيثاغورس وإنما ذكرها القرآن الكريم بعدّة آيات وصدرت بشأنها نصوص متكثرة فيها الصحيح والموثق والعالي ، أبعد كلّ هذا هل يحقّ لأحد أن يدّعي أنها فكرة مستوحاة من فلاسفة اليونان أو الإغريق؟ ولكن ما أنكرها من أنكر إلّا مشاكسة لعقائد الشيعة التي هي عقائد الإسلام (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء / ٢٢٨) (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص / ٨٤).
ـ التساؤل الثاني :
على القول بالرجعة يحتمل بمن يرجع عند رجوعه التّوبة والإنابة فحينئذ ينقلب العقاب الذي كان متوجّها إلى ثواب فتجب حينئذ ولايتهم.
والجواب :
أولا : إنّ العقل لا يمنع من وقوع إيمان زيد وعمرو وتوبتهم ورجوعهم إليه تعالى لأنه يكون عندئذ قادرا عليه ومتمكنا منه ، ولكن السّمع الوارد عن أئمة