فجميع الأوصاف الواردة فيها تشير ـ وبدون أدنى تكلّف ـ إلى رسول الله محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم الذي تمّ التعبير عنه في هذا المزمور ب «الملك» ، وإلى حفيده الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه المعبّر عنه بلفظ «ابن الملك».
فالفقرة الأولى من هذه البشارة والتي جاءت على شكل دعاء : «اللهم أعط شريعتك للملك وعدلك لابن الملك». تشير إلى أنه سوف تظهر بعد زمن داود عليهالسلام شخصيتان عظيمتان : إحداهما سوف تحمل شريعة الله إلى الناس كافة ، والثانية سوف تقيم العدل في الأرض على أساس الشريعة الإلهية التي حملتها الشخصية الأولى المعبّر عنها ب «الملك».
إذن الفرق الوحيد الموجود بين «الملك» و «ابن الملك» هو أنّ الأول نبيّ مرسل من قبل الله تعالى بشريعته الخاتمة إلى الناس كافة ، أما الثاني وهو «ابن الملك» فليس بنبيّ ولا صاحب شريعة إنما سيكلّف من قبل الباري عزوجل بإقامة العدل في الأرض على أساس الشريعة الإلهية التي بعث بها ذلك النبي المرسل. وزبدة المخض فإنّ «ابن الملك» سيكون بمثابة إمام يهدي الناس إلى الله ويحكم بينهم بالعدل على أساس شريعة ذلك النبي المرسل. أما بقية الصفات الواردة في هذه البشارة فهي مشتركة بين النبيّ (الملك) صاحب الشريعة والإمام (ابن الملك) الذي سيقيم العدل على الأرض. وبما أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يحكم بالطريقة الموصوفة ، فيبقى أنها نبؤة بالمهدي عليهالسلام.
وورد أيضا في سفر زكريا ٩ : ٩ أن زكريا عليهالسلام قال : «ابتهجي جدا يا ابنة صهيون ، اهتفي يا بنت أورشليم ، هوذا ملكك قادم إليك هو عادل ومنصور ..». وهاتان الصفتان «عادل ومنصور» بنظر بعض المحققين هما صفتان مشتركتان لرسول الله ولحفيده المهدي عليهالسلام ولكن يظهر عندي اختصاصهما بالإمام المهدي عليهالسلام لقرينة قوله : «ملكك قادم إليك هو عادل ومنصور» فالنبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يتغلب على اليهود بشكل مطلق وإنما غلبهم في الجزيرة العربية وغرّمهم الجزية صاغرين ، وكذا لم يذهب لزيارتهم في جبل صهيون ، لأن القدوم لبيت المقدس سيكون بحرب طاحنة ، وينتصر ويعدل في حكمه لا يحيف ولا يظلم أحدا كما هم ظلموا الأنبياء والأولياء والمستضعفين على مر الزمن.
وورد أيضا في سفر دانيال ٧ : ٥ ـ ٢٢ «كنت أرى أنه وضعت عروش وجلس القديم ، لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار ،