مضافا إلى بعض الآيات الدالّة بالملازمة على حصول الولاية لهم لكون الولاية من لوازم قربهم وطاعتهم للمولى عزوجل كما في قوله تعالى : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (البقرة / ٤١).
وبما أنّ النبي والأئمة وفوا بعهده عزوجل وجب بحكم العقل أن يوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله لأنه لا يخلف الميعاد وليس هذا إلّا الولاية في الدنيا والثواب والقرب في الآخرة وكما في آيات تسخير ما في السماوات والأرض للإنسان ، والتسخير هو الخضوع ، والخضوع هو الطاعة ، والتسخير التام لم يحصل عليه الإنسان العادي وإلّا لتساوى مع الأنبياء والمرسلين والأئمة المهديين ، فالتسخير المطلق لا يكون إلّا لمن ذكرنا لأنّ التسخير على نوعين :
عام : يشمل المطيع والعاصي ، حيث إن الكون بطبيعته مسخّر لمطلق الإنسان.
خاص : يختص بالمطيعين بحيث لو تكامل المرء في مسيرة السلوك إليه تعالى لأطاعه كل شيء ، ومن خاف الله أخاف الله منه كل شيء.
وحقيقة الطاعة مؤلفة من عناصر ثلاثة :
١ ـ أن تكون الطاعة لوجهه تعالى.
٢ ـ أن تكون بداعي القرب الروحي.
٣ ـ أن تكون بداعي المحبة والعشق.
وهذه العناصر الثلاثة مجتمعة بأكملها في الأئمة عليهمالسلام فكيف لا يطيعهم كل شيء؟!
وأخيرا نقول :
ومما يؤيد القول بأنّ للأئمة عليهمالسلام الولاية التامة :
إنّ العوالم أربعة : اللاهوت ـ والجبروت ـ والملكوت ـ والملك. والثلاثة الأولى كلها مجرّدة عن المادة والمدة ، أما عالم الملك فمادي ، وهو دون الثلاثة الأولى في القيمة والاعتبار ، فكل عالم له الهيمنة على ما دونه والتصرف فيه ، فعالم الملكوت المجرّد عن المادة والمدة الزمنية له التصرف في عالم الملك للإبداع والإيجاد من دون إعداد واستعداد ولا مادة ولا امتداد ، فمن هنا فإنّ العبد إذا تحقق بحقيقة الحق وتخلق بأخلاق الروحانيين غلبت عليه صفات الأرواح