من التشهد ، وهي الشهادة لله بالتوحيد من كل موحّد ، والشهادة للرسول صلى الله عليه ، بما جعل الله من الرسالة فيه ، والذكر بعد لله بما حضر ، والدعاء لله بما تهيأ وتيسر ، فأي ذلك مما قال به قائل ، أو سأل الله به في صلاته سائل ، أدى ما يلزمه ويجب ، ونقول ـ إن شاء الله ـ في ذلك بما يستحب ، مما ذكر عمن مضى ، وكل ذلك وإن اختلف فيه فهو لله رضى.
فمن ذلك ما جاء (١) عن زيد بن علي صلوات الله عليه ، وأيضا ما ذكره عن علي ابن أبي طالب صلوات الله عليه ، بسم الله وبالله ، والحمد لله ، والأسماء الحسنى كلها لله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، (٢) ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله ، بما يمكن ، ويحضر مما يستحسن ، من قول كريم ، أو ثناء أو تعظيم.
والتشهد والذكر في كل ركعتين من كل صلاة ، كالتشهد والذكر عند الفراغ من جميع حدودها المسماة ، من القيام والافتتاح والتكبير والاقتراء (٣) والركوع ، والتسبيح وذكر الله والخشوع ، وإذا أمر الله بالذكر والدعاء في غير الصلاة ووكّده ، فأمره سبحانه بذلك في الصلاة أقرب إليه وأوكد عنده (٤).
وفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ما يقول تبارك وتعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (٤٢) [الأحزاب : ٤١ ـ ٤٢]. ويقول سبحانه : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها) [الإسراء : ١١٠]. ويقول سبحانه لرسوله ، صلى الله عليه وعلى آله :.
وفيما يقول تبارك وتعالى في الجلوس والمقعد ، بعد الصلاة للذكر والتشهد : (فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً) [النساء : ١٠٣] ، فأمرهم بذكره
__________________
(١) في المخطوطتين : ما جاء به. لعلها زيادة.
(٢) تشهد الإمام زيد في مجموعه / ١٠٧ ، وفي آمالي أحمد بن عيسى رأب الصدع ١ / ٣١١ (٤٦٧).
(٣) يعني : القراءة.
(٤) في المخطوطتين : وأوكد عنده ، في الذكر والدعاء ، ويبدو أنها زيادة سهو من النساخ.