[العلم والمال]
وذو المال ـ يا بني ـ مذموم ومحمود ، وذو العلم موموق (١) مودود ، وفي العظماء معدود ، وعند التباس الخطوب معمود (٢) مشهود ، وبعد الوفاة مفقود ، ومن أتي إليه ما يستنكر (٣) في الملأ ، فتغمد ذلك بصبر وعزاء ، فقد نال من الشرف منالا ، محمودا في الآخرة والأولى.
[الصفح الجميل]
ومن اعتذر إليه ، من أساء في (٤) المقال والفعال عليه ، فأسرع في القبول ، والعطف عليه بالجميل ، فقد أبدى جهل متناوله (٥) بصفحه ، وخسرانه (٦) بزيادته ، وركاكته بركانته ، وطيشه (٧) بحلمه ، وسخافته (٨) بتكرّمه ، وجوره بعدله ، واستطارته (٩) بعقله ، وعجلته ، بمهلته ، وباء المعتذر إليه ، بسوء الصنيع لديه ، وأفاده خير الفوائد ، وألبسه عند من كان به جاهلا ثوب المحامد ، وأعلن (١٠) من نبله ما كان مستترا عن الغائب والشاهد ، وأظهر إعزازه وتطوّله ، بما كان من تذلّله له ، وجثوّه بين يديه ، متنصلا إليه ، ملحا في مسألته ، كالعبد المعترف بزلته ، يبذل له من نفسه الصبر ، ويعطيه التوبة إلى
__________________
(١) الموموق : المحبوب.
(٢) المعمود : المقصود.
(٣) في (ب) و (د) : ما يستنكره من.
(٤) سقط من : (ب) : في.
(٥) في (أ) : مناويه.
(٦) في (ب) : خرابه. وهو تصحيف.
(٧) بركانته : رزانته ووقاره. والطيش : خفة العقل.
(٨) السخافة : رقة عقله وضعفه.
(٩) استطارته : خفته وحمقه.
(١٠) في (أ) و (ب) : وأعلى.