على الله خلفه (١) ، اجتهد تجد ، وأخلص تخلص ، اتبع الرسول ، وأبشر بالوصول ، من اتصل ، وصل ، ومن ترك الجدال ، نال خير (٢) منال ، وكفي الشدة والأهوال ، من خالف هواه ، كانت الجنة مأواه (٣) ، ومن ندم ، أكرم.
قال الوافد : فما (٤) حيلة من دنا من الباب ، فمنعه الحجّاب ، فلم يصل إلى (٥) الأحباب؟
قال العالم : حيلته ملازمة القلق والاكتئاب ، والحزن والانتحاب ، والفرق والانتداب ، حتى (٦) يأذن له الاحباب ، ويفتح (٧) له الباب ، إذا أردت في الجنة الوقوف ، فأكثر (٨) في المساجد العكوف ، فإنك تأمن من كل مخوف. كم من متردد لا يؤذن له؟! وطارق لا يفتح له (٩) ، (وكم من مصروف مطرود ، مهان مردود) (١٠) ، وكم من مظهر انتحابه ، وهو لا يفتح له بابه ، وكم من طامع في ثوابه ، هو من أهل عذابه (١١).
قال الوافد : فكيف (١٢) الوصول؟
قال العالم : تصل الليل بالنهار ، وتتضرع (١٣) في غسق الأسحار ، وتسبح بالعشي والإبكار ، وتتعود الندم والاستغفار ، لعل الله يخفف عنك ثقل الأوزار ، ويحرّم
__________________
(١) في (ب) : خلفه ، لا يضيع طالبه ولا يخيب آمله. يبدو أنها زيادة.
(٢) في (ب) : كل.
(٣) في (أ) و (ب) : الهوى ، دخل جنة المأوى.
(٤) في (أ) و (ب) : ما.
(٥) سقط من (أ) : إلى.
(٦) في (ب) : إلى أن.
(٧) في (ج) : ويفتحوا.
(٨) في (أ) : أكثرت. وفي (ب) : أكثر.
(٩) في (ج) : بابه.
(١٠) سقط ما بين القوسين من (أ) و (ج).
(١١) في (أ) : وهو آمن. وفي (ج) : هو من.
(١٢) في (أ) و (ب) : كيف.
(١٣) في (أ) و (ب) : وتضرع.