إلهي كيف يصافيك
من لا يأتيك؟! وكيف يرجوك من لا يتقرب إليك؟! أنا المتخلف عن أقراني ، أنا الضعيف
في أركاني ، أنا الفريد بحفرتي عن إخواني ، أنا الذي لم أحقق إيماني ، سيدي قد أتيتك
بفاقتي ، وجئت إليك لما عدمت طاقتي ، أنت العالم بجرمي ، المطلع على ظلمي ، المحصي
لخطيئتي ، الشاهد على طويتي ، الناظر لي في خلوتي.
إلهي كسدت بضاعتي
، وخسرت تجارتي ، ولم اتزود من حياتي ، وقد أتيتك وقد قربت وفاتي.
إلهي إن لم تقبلني
فأين الملجأ ، وإن رددتني فأين المنجى ، وإن لم تغفر لي فأين الملتجا؟!!! من للعبد إلا مولاه؟! ذهبت أيامي ، وبقيت آثامي ، فلا تذل
مقامي ، ولا تحجب عني أمامي ، يا من ابتدأني بفضله ، وأكرمني بتطوله.
ما الحيلة أعضائي
ذليلة ، ما الحيلة أحزاني طويلة ، ما الحيلة حسناتي قليلة ، ما الحيلة وليس لي
وسيلة.
لا حيلة لي غير الرجوع ، والتضرع والخضوع ، والإقبال والإياب ، وتعفير
الوجه في التراب ، والتذلل عند الباب ، وقراءة آيات الكتاب ، والسجود لرب الأرباب
، وترك الاشتغال بالأشغال ، والإقبال على مقدّر الأرزاق والآجال ، وترك المعارضة ،
ورفض المناقضة ، وحنين وحرقات ، وأنين وزفرات ، وسهر دائم ، وليل قائم ، ونهار
صائم ، وقلب هائم ، ووعظ لائم ، فرار ، بلا قرار ، فراق كل محبوب ، والبين عن كل
__________________