للتّطهر والتّزكّي (١) ، وأبى صلى الله عليه أن يطهرهم ، إذ عرف كفرهم (٢) وأمرهم ، فكتاب الله أولى ما أعز وأكرم ، (٣) إلا عمّن آمن بالله واستسلم ، فأما من أعرض عنه وتمرد عليه ، (٤) فحقيق بأن لا يعلم بسر من أسرار حكمة الله فيه.
ومن قبل مصير كتب الله إلينا ، (٥) ومنّ الله بتنزيله علينا ، ما صار من الله إلى السماوات ودار بين أكنافها ، وشهد بترتيله من ملائكة الله (٦) جميع أصنافها. ومن (٧) قبل منّه علينا به منّ على الملائكة بعلمه ، وما وهبهم من سماع حكمه ، وفي ذلك من شهادتها (٨) وبيانه ، وما نزل الله منه في فرقانه ، (٩) ما يقول سبحانه : (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (١٦٦) [النساء : ١٦٦] ، فكفى بهذا الحكم لكتاب الله والحمد لله تبيينا وتوكيدا ، وفيه حجة وبيانا ، وعليه دلالة وبرهانا ، فأين يتاه بمن غفل عنه؟!! وهل يجد واجد أبدا خلفا منه؟!.
كلا لن يجده ، ولو جهده جهده! نزل به من الله سبحانه روح القدس ، شفاء من المؤمنين لكل نفس ، فزادهم به إلى إيمانهم إيمانا ، ووهبهم به بصيرة وإيقانا ، وجعله الله (١٠) عمى ورجسا ، لمن كان عميا نجسا ، كما قال سبحانه : (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ
__________________
(١) في (ب) و (ج) و (ه) : للتطهرة. ونص الرواية عن يحيى بن زكريا عليهالسلام : وكان يقول لجموع الذين خرجوا يعتمدوا منه يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي ، فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة. إنجيل لوقا الإصحاح الثالث ٧ ـ ٨.
(٢) سقط من (ب) و (ج) و (د) و (ه) : أمرهم.
(٣) في (ب) و (ج) و (ه) : وكرم.
(٤) سقط من (ب) و (ج) و (ه) : عليه.
(٥) سقط من (أ) و (ب) و (ج) : إلينا.
(٦) سقط من (ب) و (ج) : الله.
(٧) سقط من (أ) و (د) : من.
(٨) في (أ) و (د) : شهادته. والضمير في شهادتها عائد على الملائكة.
(٩) في (ب) و (ج) : منه وفرقانه. مصحفة.
(١٠) سقط من (أ) : الله. وفي (د) : الله منه عمى.