المشهور الذي لا يختلف فيه : أن عليا هو الذي آتى الزكاة وهو راكع. ثم أخبر تبارك وتعالى نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أولى الناس برسوله والمؤمنين أول من اتبعه ، فقال : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ...) [آل عمران : ٦٨] الآية ، (١) فكان إسماعيل أول من اتبع إبراهيم صلّى الله عليهما ، وكان علي رحمة الله عليه أول من اتبع محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وبيّن الله تبارك وتعالى أن عليا أولى الناس برسول الله صلّى الله وآله ، لأن لا يشك فيه أحد ، فقال : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ) [الأحزاب : ٦]. (٢) فليس يعلم أحد ممن قد أومئ إليه الناس أنه يستحق مقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، تجتمع فيه هذه الثلاث الخصال إلا علي رحمة الله عليه ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد جمع له السبق إلى الإيمان والرحم والهجرة ، وهو أولى الناس برسول الله
__________________
ـ السدي. الطبري في تفسيره كما في الدر المنثور ٣ / ١٠٥.
ـ زيد بن علي. المرشد بالله في أماليه ١ / ١٣٧.
ـ عبد الملك بن جريح. الحسكاني في الشواهد برقم (٢٢٧).
ـ عتبة بن أبي حكيم. الطبري في تفسيره ٦ / ١٨٦.
ـ عطاء بن السائب. الحسكاني في الشواهد برقم (٢٢٦).
ـ سلمة بن كهيل. ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٧ ، والتفسير ٢ / ٧١ ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن عساكر ، كما في الدر المنثور ٣ / ١٠٥.
وهو في تفسير الزمخشري الكشاف ، وتفسير أبي البركات ١ / ٤٩٦ ، وتفسير النيسابوري ٣ / ٤٦١ ، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي / ١٢٣ ، ومطالب السئول لابن طلحة الشافعي / ٣١ ، وتذكرة الخواص لابن الجوزي / ٩ ، وفرائد السمطين للجويني في الباب الرابع عشر ، والمواقف للقاضي عضد الدين الإيجي ٣ / ٢٧٦ ، ونور الأبصار للشبلنجي / ٧٧ ، وروح المعاني للآلوسي ٢ / ٣٢٩ ، وغيرهم كثير كثير.
(١) الآية : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).
(٢) عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : أما أرحامه فنحن هم. تفسير فرات الكوفي ١ / ٣٣١ (٤٥٠). وروى فرات الكوفي أيضا عن زيد بن علي عليهماالسلام في الآية قال : أرحام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أولى بالملك والإمرة. تفسير فرات ١ / ١٥٥ (١٩٤).