عليه وآله وسلم أن
لا يجلّ من سمع بغناه ولو كان كافرا ، ولا يستحقر من سمع بفقره إن كان مهتديا.
وقد يكون هو النبي
صلىاللهعليهوآلهوسلم نظرا لصلاح الأمة في الإقبال إلى من كان معه غنى ، ثقة
بديانة الفقير ، واتكالا على صحته في الدين.
ومعنى (تَصَدَّى) : تقبل عليه.
(وَما عَلَيْكَ أَلَّا
يَزَّكَّى (٧)) من جهة النظر ، وهذا ـ والله أعلم ـ ليس للرسول ولكنه مثل
للتعريف والتأديب.
ومعنى (وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (٨)) يبادر (وَهُوَ يَخْشى (٩)) يتخشع (فَأَنْتَ عَنْهُ
تَلَهَّى (١٠)) تتشاغل.
(كَلَّا إِنَّها
تَذْكِرَةٌ (١١)) معناه : نعم إنها تذكرة ، وكلا هاهنا بمعنى نعم ، وليست
بمعنى (لا) كغيرها ، (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ
(١٢)) معناه : فمن شاء تعرّفه تفقه في معرفته على الاستطاعة التي
ركبت ، وقد خص في ذلك خواص ، وشرح فيه شرح كثير يستغنى عنه.
(فِي صُحُفٍ) في كتب مبيّنة ، (مُكَرَّمَةٍ (١٣)) معظمة ، (مَرْفُوعَةٍ) مصونة (مُطَهَّرَةٍ (١٤)) منقّاة من الدنس الذميم ، ومخصوصة بكل فضل كريم ، (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥)) الملائكة عليهمالسلام ، (كِرامٍ) مكرمين (بَرَرَةٍ (١٦)) صادقة القول ، (قُتِلَ الْإِنْسانُ
ما أَكْفَرَهُ (١٧)) معناه : لعن الإنسان ما أشرّه! والإنسان معناه : الناس ،
يخص بذلك كل كافر كما قال : (يا أَيُّهَا
الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦)) [الانفطار: ٦]. (مِنْ أَيِّ شَيْءٍ
خَلَقَهُ (١٨)) معناه : على تقليل النطفة ، في معنى أنها لا شيء فصار منها
شيء.
وقوله : (مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ) تذكرة له ، وتوقيفا فيما منّ به من الحياة عليه ،
__________________