«انظر عد ٣٣ ، ٣ ـ ٤٣».
فقول التثنية ان بني اسرائيل ارتحلوا من آبار بني ياعقان الى موساره مناقض لقول العدد انهم ارتحلوا من حشمناه الى مسروت ومنها الى بني ياعقان ومنهم الى هور الجدجاد.
وكذا قول التثنية ان هارون مات وقبر في موساره ، فانه مناقض لقول التوراة بأنه مات ودفن في جبل الهور «عد ٢٠ ، ٢٨ ، و ٣٣ ، ٣٨ و ٣٩ وتث ٣٢ ، ٥».
وكذا قول التثنية انهم ارتحلوا من موساره الى الجدجاد ومنه الى ياطباثاه فانه مناقض لقول العدد انهم ارتحلوا من بني ياعقان الى حر الجدجاد ومنه الى ياطباثاه ومنها الى عبرناه.
ومن الظرائف ان مترجم الترجمة المطبوعة سنة ١٨١١ أحسّ بأن ما ذكرناه عن التثنية إنما هو حشو زائد مخل لا ارتباط له بما قبله وما بعده ، فهان عليه ان يحرّف الكلام ويزيد فيه ما شاء هواه فلعله يوهم التئام الكلام فعمد الى الفقرتين اللتين ذكرناهما بأصلهما العبراني وترجمتهما فقال في الترجمة التي هي أشبه بالتشطير والتوشيح ما لفظه ، «ولما» شفعني في هارون اقام الى ان رحل بنو اسرائيل من بايروت بني ياعقان وموسيرا ، ومات هارون ثم ودفن وأم العازرا ابنه مكانه لما رحلوا من ثم الى جدجد ومنها الى ياطباثا أرض ذات اودية ماء.
فأنظر إليه وطابقه مع ما ذكرناه من الأصل العبراني لكي تعلم ان هذا المترجم كتب توراة جديدة ولم يتخلص من عدم الارتباط.
ثم نقول : لا يخفى على من راجع سفر التثنية انه قد اخذ في حديث اللوحين والعجل.
المورد الحادي عشر : قد ذكرنا في الجزء الأول صحيفة ٣٥ ان الترجمة السبعينية للعهد القديم قد ترجمت بعناية سبعين أو اثنين وسبعين من علماء اليهود المنتخبين من الملة.