وأكد ، وكلنه في أرض شنعار فانظر «تك ١٠ ، ٦ ـ ١١» وتصحيح عبارة التوراة يقتضي أن يكون نمرود من أولاد كوش بالواسطة ، وهبه كان ولده بلا واسطة ، ولكن كم ينبغي أن يكون من السنين بين الطوفان وبين موت نمرود بحسب أعمار تلك الأدوار ومواليدها ، أفلم تذكر التوراة ان أعمار تلك الطبقات كانت خمسمائة وما يقاربها «تك ١١ ، ١٢ ـ ١٨» ، فمن أقرب الممكنات العادية أن يعيش ولد «كوش» الى ما بعد الطوفان بأربعمائة سنة أو أكثر.
وإذا أخذنا مولد ابراهيم بحسب التوراة العبرانية «تك ١١ ، ١٠ ـ ٣٢ و ١٢ ، ٤ واع ٧ ، ٤» وجدناه أبعد ما يكون فيه عن الطوفان نحو ثلاثمائة واثنتين وخمسين سنة او ثلاثمائة وستين سنة.
وحاصل ذلك ان تقاويم التوراة العبرانية في ذلك الوقت تقتضي أن يكون نمرود المذكور في التوراة قد أدرك في عمره المعتاد مدة طويلة وسنين عديدة من عمر ابراهيم ، كما اتفق بحسب تقويمها ان ابراهيم أدركه جميع آبائه الذين هم بعد الطوفان مدة طويلة ما عدا نوحا وفالج ، إذا عرفت هذا فقل للمتكلف : ان نمرود الذي ذكره المسلمون هو النمرود ابن كنعان أحد النماردة الكثيرين لا خصوص من ذكرته توراتك.
وهبه هو فإن أبعد مدة تقولها توراتك العبرانية بين الطوفان ومولد ابراهيم هي ٣٥٢ أو ٣٦٠ سنة فإذا جعلنا بين ابراهيم وبين نمرود المذكور في التوراة ثلاث مائة سنة كما تزعم ، فقل : متى كانت ولادة كوش من حام ومتى كانت ولادة نمرود؟ ومتى كان تملكه على بابل وأرك وأكد وكلنه في أرض شنعار؟ ومتى تمصّرت البلاد بعد الطوفان؟ أفتقول بإلهامك ومعرفة المرسلين الامريكان أن ولادة كوش كانت بعد الطوفان بسنة ، وولادة نمرود كانت بعد الطوفان بسبعة عشرة سنة ثم ملك البلاد الممصرة ومات بعد الطوفان بنحو ٥٢ أو ٦٠ سنة ، فكان بينه وبين ابراهيم ٣٠٠ سنة ، ولكن المتكلف لا يبالي من أن يقول مثل ذلك فيخالف كتبه.
أو ليس هو الذي قال «يه ٣ ج ص ٢١٧» اقتضت عناية الله الإلهية أن يبقى نوح حتى رأى ابراهيم فأخبره عن الطوفان وعن أعمال الله معه وغير ذلك