عباده بالمحاباة والمجازفة ، وان لم تكن داخلة في ضرب المثل كانت لغوا ومعثرة فانظر الى «مت ٢٠ : ١ ـ ١٧ و ٢١ : ٢٨ ـ ٤٥ و ٢٢ : ١ ـ ٤ و ٢٥ : ١ ـ ٣١» ويا عجبا ان التعاليم المنسوبة في الإنجيل للمسيح لا تبلغ أن تملأ جريدة اسبوعية أو يومية ومع ذلك كان ما في الإنجيل الرائج ككتابة صحافي ضايقته وظيفة الوقت فصار يملأ أعمدة الجريدة بسفاسف التطويل ... أهذه تعاليم المسيح كلمة الله؟ حاشا وكلا.
وان أراد المتعرب أن يعرف الكلام المبتور الذي لم يقف الفهم فيه على محصل ما ، ولم يستشم منه رائحة الفائدة.
فلينظر الى ما تذكرت التوراة الرائجة في شأن العلامة لابراهيم على انه يرث ارض الكنعانيين ، كما ذكرناه سابقا ، ولينظر الى قول العهد القديم ان نسيتك يا اورشليم تنس يميني .. ليلصق لساني بحنكي ان لم اذكرك «مز ١٣٧ ، ٥ و ٦».
وقوله : من منكم من كل شعبه الرب إلهه معه ويصعد ٢ أي ٣٦ ، ٢٣ وقوله : ويكون إذا سمعتم صوت الرب إلهكم «زك ٦ ، ١٥» ،
وقد جاء في لغة العرب حروف كثيرة تفيد في الكلام فوائد لا تحصل بدونها ، وهي مثل «من» و «الباء» الجارتين في مثل قولك «ما فيها من احد وما زيد بقائم» و «ان» في مثل قولك «ما ان فعلت» و «كان» في مثل قول المتعجب «ما كان أحسنها» و «ما» بعد «إذا ، وأي» ، و «لا» قبل القسم والشواهد لذلك لا تكاد تحصى في شعر العرب فضلا عن نثرهم .. ولكن لما رأى أهل الصناعة ان الكلام يمكن أن يتألف بدونها إذا لم تقصد فيه فائدتها جعلوا تلك الكلمات زائدة ، ولما لم يصلوا إلى حقيقة فوائدها بعنوان من عناوينهم أدمجوا أمرها وقالوا : انها للتأكيد.
وبعض المفسرين جعل بعض الحروف في القرآن الكريم من هذا النحو فصار المتعرب يعترض عليه «ذ ص ٧٩» ويقول : انه زائد فهو إذا لغو ، ولو انها كانت كما زعم هؤلاء البعض لقبح من المتعرب ان يشط بزعمه انها لغو فمن