وكثرة حبها حتى باهى به الفريسي «لو ٧ ، ٣٦ ـ ٤٨».
وثالثا : ان كتب العهدين قد اضطربت واختلفت كثيرا فيما يرجع الى العدد فلم يقدح ذلك عند المتكلف في زعمه انها كتب وحي صادقة ، فمن الظلم الفاحش اعتراضه على القرآن الكريم إذا خالف أحدها ، فانا نذكرك بما ذكرناه في هذا الكتاب من اختلاف العهدين واضطرابهما في العدد ، فمن ذلك حكاية الملائكة الذين جاءوا الى ابراهيم وذهبوا الى سدوم فجاءوا الى لوط حيث جعلتهم التوراة ثلاثة ثم اثنين ثم واحدا فانظر «تك ١٨ و ١٩» ومن ذلك إقامة بني اسرائيل وتغربهم في مصر حيث جعلته التوراة أربعمائة سنة «تك ١٥ ، ١٣» ، وكذا العهد الجديد «١ ع ٧ ، ٦» ، ثم جعلته أربعمائة وثلاثين سنة «خر ١٢ ، ٤٠» ، وجعلها العهد الجديد أقل من ذلك بكثير «غل ٣ ، ١٧».
ومن ذلك اختلاف النسخة العبرانية والنسخة السبعينية في اعمار آباء السلسلة من آدم الى ابراهيم ، كما ذكرنا في تتمة الصدر من هذا الجزء ، ومن ذلك حكاية الاعمى والاعميين ، والمجنون والمجنونين.
ومكث المسيح في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ويوم وليلتين ، انظر الجزء الأول صحيفة ٢٥٢ ـ ٢٥٧ ، ودع عنك سائر ما ذكره إظهار الحق.
* * *
وقال الله تبارك اسمه في سورة مريم في شأن حملها الطاهر بالمسيح وولادتها المقدسة ٢٢ (فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا ٢٣ فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا ٢٤ فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ٢٥ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا ٢٦ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً ٢٧ فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ٢٨ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا ٢٩ يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ٣٠ فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ٣١ قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا).