ليس المسيحيون هم أسلاف المتكلف الذين عنهم أخذ وعليهم اعتمد حتى انه صار يتشبث لصحة كتاب برمته باستشهاد واحد منهم بفقرة من ذلك الكتاب ، أو تجيء في كلام واحد منهم فقرة مشابهة لفقرة من ذلك الكتاب فانظر «يه ١ ج ص ١٤٣ ـ ١٥٧».
«والحاصل» ان كثيرا من الناس لم يجروا في المنقول على طريقة مستقيمة ، فتارة تراهم يقبلون الخرافات الكفرية ويقطعون بنسبتها الى الوحي ويغضون الطرف عما في سند كتابها من التمزيق والهرج والمرج خصوصا في تلك الخرافة بل تراهم يتشبثون لها بقول فلان واستشهاد فلان ، وإن كانت كتبهم قد قاءتها مرارا عديدة ثم يوجرها العناد في حلقها ، ورفضها مصلحوهم فراغمهم اتباعهم بالاحتفال بها ، فانظر «يه ٣ ج ص ٢٧٤ ـ ٢٧٧».
وتارة يقطعون بنسبة الكتاب الى الوحي ويحامون عنه ومع ذلك يقطعون بأن جملة وافرة منه ليست من الوحي وما هو صريح بالعيان والوقوع يجعلونه من الرؤيا والتوهم فانظر الجزء الاول ٣٤٣ ـ ٣٤٤.
أو يقطعون بأن الشطر الكثير من كتبهم في الآيات والدلائل إنما كان كذبا ومداهنة للرأي العام الغلط ، كما امتلأ العهد الجديد بهذا النحو في آيات المسيح والرسل بحديث الأرواح النجسة ، فانظر في هذا الجزء الى الكلام على خلق الجان صحيفة ٩٠ ـ ٩٥.
«وخلاصة الكلام» لو ان أحدا كتب تصوير أصحاب الكهف وخيال كهفهم على حجر ورسم الى جنبه صليبا أو بعض صور القديسين وأودع ذلك الحجر في بعض الآثار العتيقة فوجده بعض الأوربيين لكانت قصة أصحاب الكهف من الحقائق التي لا ريب فيها وخصوصا إذا اعطيت الاجرة الوافرة فكتب ذلك في صدر الجرائد والمجلات الشهيرة ، نعم وتحتمل مع ذلك ان داء المضادة والمحادة للقرآن يقتضي عدم التجاهر بتصديقها ، وهذا هو الداء الذي الجأ المتكلف وأمثاله الى تكذيب أسلافه المسيحيين لهذه الواقعة حتى سماها خرافة.
* * *