وان كان للمتكلف اعتراض فليعترض على توراته في قولها ان عصى السحرة والعرافين لمّا ألقوها في مقابلة موسى صارت ثعابين «خر ٧ ، ١٢» وهذا لا يكون من السحر الذي هو تمويه باطل ، فلا تكون ثعابين إلا بقدرة الله تعالى ومشيئته وخلقه ..
وفي قولها أيضا عن كلام الله جل شأنه في فرعون ، ولكني اشدد قلبه حتى لا يطاق الشعب «خر ٤ ، ٢١» ، فاني أغلظت قلبه وقلوب عبيده لكي اصنع آياتي بينهم «خر ١٠ ، ٢».
وأيضا فان مقتضى التوراة الرائجة انه حينما كان هارون يصنع العجل ليكون إلها يعبده بنو اسرائيل ، وبنى مذبحا أمامه ونادى لعبادته ، في ذلك الوقت كان الله جل جلاله يكلم موسى في تقديس هارون للكهنوت وتمجيده بامتيازات الرئاسة الكبرى ، واستعداد تتويجه لتنفذ طاعته بكلام طويل «خر ٢٨ و ٢٩» ، فهل ترى مساعدة على الاشراك أكثر من هذا.
وفي رابع عشر حزقيال عن قول الله جل جلاله ٧ لأن كل إنسان من بيت اسرائيل أو من الغرباء المتغربين في اسرائيل إذا ارتد عني واصعد اصنامه الى قلبه ووضع معثرة اثمه تلقاء وجهه ، ثم جاء الى النبي ليسأله عني فأنا الرب اجيبه بنفسي ٨ واجعل وجهي ضد ذلك الانسان ٩ ، وإذا ضل النبي وتكلم بكلام فأنا الرب قد اضللت ذلك النبي وأمد يدي عليه وأبيده من وسط شعبي اسرائيل ١٠ ويحملون اثمهم كإثم السائل يكون إثم النبي ١١ لكي لا يعود يضل عني بيت اسرائيل.
أفلا ترى صراحة هذا الكلام بأن الله جل شأنه هو الذي أضل ذلك النبي الذي ضل وواتى بكلامه في عبادة الأصنام والارتداد عن الله ، إذا فكيف تكون المساعدة على الاشراك ، تعالى الله عما يقولون.
وثانيا : انا قد قدمنا في الجزء الأول صحيفة ١٣٥ ـ ١٣٦ ان التسمية بالسامري في العربية والشموني في العبرانية غير منحصرة في النسبة الى سمرون أو شمرون ، وهي البلدة التي بناها عمري ملك اسرائيل فتسمّت بها تلك