الجمع لا تدل على الترتيب ، فإن التوراة طالما عطفت بالواو ما هو متقدم على ما هو متأخر ، فلا تشبث بمحض العطف بالواو.
وكيف نعدل بوهمه عن صراحة الترتيب والتفصيل المذكور في الثالث والثلاثين من العدد حيث استقصى منازلهم ومراحلهم من رعمسيس في مصر الى عربات مواب حيث توفى موسى عليهالسلام ، حيث ذكر ان بني اسرائيل ارتحلوا من رعمسيس ونزلوا في سكوت ، وارتحلوا من سكوت ونزلوا في ايثام وجرت على هذا النسق والترتيب الى أن قالت : وارتحلوا من ياطباثاه ونزلوا في عبرونه ، وارتحلوا من عبرونه ونزلوا في عصيون جابر ، وارتحلوا من عصيون جابر ونزلوا في برية صين وهي قادش ، وارتحلوا من قادش ونزلوا في جبل هور في طرف ادوم.
ثم ذكر لهم على هذا النسق والترتيب سبع مراحل ومنازل الى عربات مواب.
وإذ حاول المتعرب أن يتشبث في وهمه بسفر التثنية ، فإن لنا من صراحته حجة واضحة على ان قادش وبرية فاران إنما هي في شرقي جبل الشرات وذلك لصراحته بأن بني اسرائيل وهم في قادش صعدوا الى الجبل فخرج الاموريون الساكنون في ذلك الجبل للقائهم ، وكسروهم في سعير الى حرمة «انظر تث ١ ، ١٩ ـ ٤٠ ثم من ٤٠ ـ ٤٦».
وان جبل سعير قطعة من جبل الشرات في شرقي وادي العربة وجبل الاموريين قطعة منها أيضا في شمال سعير.
فإن ذات التوراة تقول : ان ملك الاموريين كان ساكنا في حشبون «تث ٢ ، ٢٦ و ٣٠ ، و ٢٣» ، وحشبون وأرض الاموريين في شمال مواب شرقي الطرف الشمالي من بحيرة لوط وانظر «يش ١٣ ، ٢٧».
«فان قال المتعرب» : ان سفر التثنية العبراني قد غلط في هذه الواقعة وارتباطها مع الاموريين والصحيح هو ما في النسخة السامرية وهو قولها بدل الاموريين «العمالقي والكنعاني» بدليل ما في سفر العدد في قوله في هذه