محذوف الضّمير أو يكون تأكيدا للاوّل وأقول مستأنفا أو يكون الحقّ الاوّل مبتدء وأقول خبره والحقّ الثّانى تأكيدا له ، وقرئا مجرورين على إضمار حرف القسم وقرئ بجرّ الاوّل ونصب الثّانى ووجهه ظاهر (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ) استيناف خطاب لرفع وصمة الحرص عنه وللوعد والوعيد يعنى قل لكفّار مكّة : انّ ادّعائى هذا ان كان كذبا فلا يخلو ان أكون طالبا للدّنيا ، وان كنت طالبا للدّنيا كان يظهر منّى بالتّلويح طلب مال منكم أو طلب اعتبار وما ظهر منّى الى الآن شيء من ذلك ، أو قل لهم: لا اسألكم عليه اجرا حتّى تتّهمونى بالطّمع في أموالكم وتعرضوا عنّى (وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) ولو كنت كاذبا لكنت متكلّفا لا محالة ، أو اخبار بانّه لا يتكلّف في شيء من أموره لا في لباسه ولا في غذائه ولا في ضيافته ولا لأضيافه وأصحابه ، والمراد بالضّمير المجرور التّبليغ أو النّصح والتّذكير أو القرآن (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ) تذكّر أو شرف وصيت (لِلْعالَمِينَ) أو المراد انّه ليس علىّ (ع) أو تبليغ ولايته الّا ذكرا للعالمين (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ) اى نبأ تبليغى أو نبأ القرآن أو نبأ علىّ (ع) وولايته (بَعْدَ حِينٍ) بعد الموت أو يوم القيامة أو يوم بدر أو بعد تمام سلطنتى واستكمالها.