التّكوينيّة الحاصلة في الآفاق أو في الأنفس خصوصا الأنبياء والأولياء (ع) أو التّدوينيّة أو يؤمن بالبيعة العامّة أو الخاصّة (فَهُمْ مُسْلِمُونَ) بالبيعة العامّة أو منقادون للاستماع (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ) اى قول ظهور القائم عجّل الله فرجه في العالم الصّغير والعالم الكبير وفسّر بنزول العذاب بهم عند اقتراب السّاعة (أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) وهذه من علامات ظهور القائم (ع) ويكون عند طلوع الشّمس من مغربها وفسّر الدّابّة بأمير المؤمنين (ع) وانّه يخرجه الله في أحسن صورة ومعه ميسم يسم به أعداءه ، وعنه (ع) : وانّى لصاحب العصا والميسم والدّابّة الّتى تكلّم النّاس ، وعنه (ع) في حديث : معها اى الدّابّة خاتم سليمان (ع) وعصا موسى (ع) تضع الخاتم على وجه كلّ مؤمن فينطبع فيه : هذا مؤمن حقّا ، وتضع العصا على وجه كلّ كافر فيكتب : هذا كافر حقّا (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) يعنى يوم الرّجعة ويوم ظهور القائم (ع) في الصّغير أو في الكبير ، ويجوز ان يراد يوم القيامة وهو عطف على إذا أو مقدّر باذكر (مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) يحبس اوّلهم على آخرهم حتّى يتلاحقوا (حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ) اى العذاب الموعود (بِما ظَلَمُوا) الآيات اى آل محمّد (ص) (فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ) باعتذار لعدم إمكان النّطق لشدّة العذاب أو لعدم الاذن لهم في النّطق ، في خبر عن الصّادق (ع) : الآيات أمير المؤمنين (ع) والائمّة (ع) ، فقال الرّجل : انّ العامّة تزعم انّ قوله عزوجل : ويوم نحشر من كلّ أمّة فوجا عنى يوم القيامة فقال : فيحشر الله عزوجل يوم القيامة من كلّ أمّة فوجا ويدع الباقين؟ ـ لا ، ولكنّه في الرّجعة ، وامّا آية القيامة فهي وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا (أَلَمْ يَرَوْا) جواب سؤال مقدّر كأنّه قيل : هل يكون ذلك؟ ـ فقال : انّه سيكون فانّه لم يدعكم في الدّنيا مهملين مع انّها مقدّمة للآخرة وهيّأ لكم جميع ما تحتاجون اليه في تعيّشكم فلا يدعكم في الآخرة مهملين الم يروا (أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ) بالنّوم وسكون القوى عن هيجانها ، والرّوح عن انتشارها ، والنّفس عن خيالاتها (وَالنَّهارَ مُبْصِراً) مجاز عقلىّ أو بمعنى سبب ابصار أو بمعنى الجاعل بصيرا (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) عديدة دالّة على علمه تعالى وقدرته وحكمته ورأفته بعباده وتربيته لهم بأحسن ما يكون وعدم إهماله لهم في الدّنيا الّتى هي مقدّمة لدار آخرتهم وقنطرة للعبور الى منازلهم فلا يهملهم في الآخرة من غير حساب وثواب وعقاب أو من غير بقاء وحيوة (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) بالله أو بالآخرة (وَيَوْمَ يُنْفَخُ) عطف على يوم نحشر (فِي الصُّورِ) هو كما مضى جمع الصّورة سواء كان مخفّف الصّور بضمّ الصّاد وفتح الواو أو كان بنفسه جمعا ، أو هو قرن من حديد ينفخ فيه النّفخة الاولى لاماتة الأشياء ، والنّفخة الثّانية لاحيائها وبعثها ، ويحتمل ان يراد النّفخة الاولى ويكون قوله (فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) فزع الموت ، وقيل : ينفخ ثلاث نفخات ، نفخة الفزع ، ونفخة الاماتة ، ونفخة الأحياء ، ويجوز ان يراد نفخة الأحياء فيكون المراد بالفزع فزع الحيوة بعد الموت (إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) ان لا يفزعوا أو لا يموتوا ، وهم الملائكة الّذين هم باقون ببقاء الله لا ببقاء أنفسهم ، موجودون بوجود الله لا بوجود أنفسهم ، وكذلك الأنبياء (ع) الّذين كانوا على تلك الحال ، وقيل : هم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل (ع) ، وقيل : روى في خبر : انّ المراد بهم الشّهداء فانّهم لا يفزعون في ذلك اليوم والمراد بالآمنين من جاء بالحسنة فانّه تعالى قال : (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) كما يجيء (وَكُلٌ) من الفزعين (أَتَوْهُ داخِرِينَ) وان كان المراد بالفزع فزع الموت كان المراد به انّ كلّهم بعد احيائهم يأتونه صاغرين (وَتَرَى الْجِبالَ) الخطاب لمحمّد (ص) أو عامّ ، وان كان الخطاب لمحمّد (ص) كان المراد انّك