على محمّد رسوله صلىاللهعليهوآله : يا أيّها الناس انّ الله ـ والله ـ ما خلق العباد إلا ليعرفوه فاذا عرفوه عبدوه ، فاذا عبدوه استغنوا بعبادته من سواه. فقال له رجل : بأبى أنت وأمّى يا ابن رسول الله ، ما معرفة الله. قال : معرفة أهل كلّ زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته (١).
١٦ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد ، وأبو الحسن سهل بن عبد الله الغازى وأحمد بن عبد الرّحمن الذكوانى ومحمّد بن أحمد بن زرا وعبد الرزّاق بن عبد الكريم ، والقاسم بن الفضل الثقفى. وأخبرنا أبو محمّد ابن طاوس ، أنبأنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد وسهل قالوا : أنبأنا محمّد بن إبراهيم الجرجانى ، أنبأنا أبو على الحسين بن على ، أنبأنا محمّد ابن زكريّا ، أنبأنا العبّاس بن بكار ، أنبأنا أبو بكر الهذلى : عن عكرمة ، عن ابن عبّاس أنّه بينما كان يحدث الناس اذ قام إليه نافع بن الأزرق فقال له :
يا ابن عبّاس تفتى الناس فى النملة والقملة؟ صف لى إلهك الّذي تعبده فأطرق ابن عبّاس اعظاما لقوله ، وكان الحسين بن على جالسا ناحية فقال : إلىّ يا ابن الأزرق. قال ابن الأزرق : لست إيّاك أسأل! قال ابن عبّاس : يا ابن الأزرق إنّه من أهل بيت النبوّة وهم ورثة العلم! فأقبل نافع نحو الحسين فقال له الحسين : يا نافع إن من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر فى الالتباس مائلا ناكبا عن المنهاج ظاعنا بالاعوجاج ، ضالا عن السبيل ، قائلا غير الجميل.
يا ابن الازرق أصف الهى بما وصف به نفسه وأعرّفه بما عرّف به نفسه : لا يدرك بالحواسّ ولا يقاس بالناس ، قريب غير ملتصق ، وبعيد غير منتقص يوحّد ولا يبعض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إله الّا هو الكبير المتعال ، فبكى ابن الأزرق وقال : يا حسين ما أحسن كلامك؟ فقال له الحسين :
__________________
(١) كنز الفوائد : ٢ / ٣٢٨.