صلاحهما ، وسيعا فى اختلافهما ، بعد ائتلافهما ، حيث لا يضرّ هما ابساسك ، ولا يغنى عنهما ايناسك (١).
٥ ـ أبو طالب الآملى اخبرنا ابو عبد الله محمّد بن زيد الحسنى ، قال حدثنا بشر بن عبد الوهاب ، قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنى قطرى الخشاب عن مدرك بن أبى راشد ، قال : كتافى حيطان ابن عباس فجاء الحسن والحسين عليهماالسلام فأطافا بالبستان قال فقال الحسن عندك غداء يا مدرك قال قلت طعام الغلمان قال فجئته بخبز وملح جريش وطاقات بقل ، قال فأكل قال ثم جيء بطعامه وكان كثير الطعام وطيبه قال فقال يا مدرك اجمع غلمان البستان قال : فجمعتهم فأكلوا ولم يأكل فقلت له فى ذلك.
فقال ذلك كان عندى أشهى من هذا قال ثم توضأ ثمّ جيء بدابة ثم ركب فأمسك ابن عباس بالركاب وسوى عليه ثم مضى بدابة الحسين فأمسك له ابن عباس بالركاب وسوى عليه ثم مضى قال قلت له : أنت أسن منهما أتمسك لهما ، قال يا لكع أو ما تدرى من هذان؟ هذان أبناء رسول الله صلىاللهعليهوآله وليس هذا مما أنعم الله تعالى به على أن أمسك لهما وأسوى عليهما (٢).
٦ ـ قال سبط ابن الجوزى : ذكر الواقدى وهشام وابن إسحاق وغيرهم قالوا : لما قتل الحسين عليهالسلام بعث عبد الله بن الزبير الى عبد الله بن عباس ليبايعه ، وقال أنا أولى من يزيد الفاسق الفاجر ، وقد علمت سيرتى وسيرته وسوابق أبى الزبير مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وسوابق معاوية فامتنع ابن عباس ، وقال : الفتنة قائمة وباب الدماء مفتوح ، ما لي ولهذا انما أنا رجل من المسلمين فبلغ ذلك يزيد بن معاوية فكتب الى ابن عباس سلام عليك ، أما بعد : فقد بلغنى أن الملحد فى حرم الله دعاك
__________________
(١) شرح النهج : ٦ / ٣٠٠.
(٢) تيسير المطالب : ٩٧.