هو القاضى النعمان
بن أبى عبد الله محمد بن منصور القاضى بمصر ، كان مالكيا أوّلا ثم اهتدى وصار
اماميا وصنف على طريق الشيعة كتبا منها كتاب دعائم الاسلام.
قال ابن خلكان
نقلا عن ابن زولاق : كان فى غاية الفضل من اهل القرآن والعلم بمعانيه عالما بوجوه
الفقه وعلم اختلاف الفقهاء واللغة والشعر والمعرفة بأيام الناس مع عقل وانصاف
وألّف لاهل البيت من الكتب آلاف أوراق باحسن تأليف وله ردود على المخالفين وله ردّ
على أبى حنيفة وعلى مالك والشافعى ، وكتاب اختلاف الفقهاء وينتصر فيه لاهل البيت عليهمالسلام.
له القصيدة
الفقهية لقبها بالمنتخبة ، وكان ملازما صحبة المعزّ أبى تميم محمد بن منصور ولما
وصل من افريقية الى الديار المصرية كان معه ولم تطل مدته ومات فى مستهلّ رجب بمصر
سنة ٣٦٣.
قال آصف على فى
مقدمة دعائم الاسلام المطبوع بمصر سنة ١٣٨٩ : قاضى القضاة وداعى الدعاة النعمان بن
محمد وقد يختصر المؤرخون فيقولون «القاضى النعمان» تمييزا له عن صاحب المذهب
الحنفى ، ويطلق عليه ابن خلكان ومؤلفوا الشيعة الاثنا عشرية «أبا حنيفة الشيعى» خدم
المهدى بالله مؤسس الدولة الفاطمية التسع السنوات الأخيرة من حكمه.
ثم ولى قضاء
طرابلس فى عهد القائم بأمر الله الخليفة الثانى للفاطميين وفى عهد الخليفة الثالث
المنصور بالله عين قاضيا للمنصورية ووصل الى أعلى المراتب فى عهد المعز لدين الله
الخليفة الفاطمى الرابع إذ رفعه الى مرتبة قاضى القضاة وداعى الدعاة.
كان القاضى
النعمان رجلا ذا مواهب عديدة ، غزير العلم ، واسع المعرفة ، باحثا محققا ، مكثرا
فى التأليف ، عادلا فى أحكامه ، لم يصلنا الكثير عن حياته ، كما أننا لا نستطيع أن
نبرز فكرة صحيحة عن أخلاقه ، ولعله وقف نفسه على