توارى عنك إلّا مثل ما تحبّ أن يقول فيك إذا تواريت عنه ، واعمل عمل رجل يعلم أنه مأخوذ بالاجرام ، مجرى بالإحسان ، والسلام (١).
٥٦ ـ عنه بلغه عليهالسلام كلام نافع بن جبير فى معاوية قوله : إنه كان يسكته الحلم ، وينطقه العلم ، فقال عليهالسلام : بل كان ينطقه البطر ويسكته الحصر (٢).
٥٧ ـ قال ابن شهرآشوب : روى عن الحسين بن علىّ عليهماالسلام أنّه قال : صحّ عندى قول النبيّ عليه الصلاة والسّلم أفضل الأعمال بعد الصلاة إدخال السرور فى قلب المؤمن ، بما لا إثم فيه فأنّى رأيت غلاما يواكل كلبا ، فقلت له فى ذلك فقال يا ابن رسول الله إنّى مغموم أطلب سرورا بسروره ، لانّ صاحبى يهودى أريد أفارقه فأتى الحسين إلى صاحبه بمأتى دينار ثمنا له.
فقال اليهودى : الغلام فدى لخطاك وهذا البستان له ورددت عليك المال ، فقال عليه السّلم : وأنا قد وهبت لك المال فقال قبلت المال ووهبته للغلام فقال الحسين عليهالسلام اعتقت الغلام ووهبته له جميعا ، فقالت امرأته قد أسلمت ووهبت زوجى مهرى ، فقال اليهودى وأنا أيضا اسلمت وأعطيتها هذه الدّار (٣).
٥٨ ـ روى الاربلى باسناده قال : لما حضرت الحسن بن علىّ الوفاة كأنه جزع عند الموت ، فقال له الحسين عليهالسلام كأنّه يعزيه ـ يا أخى ما هذا الجزع انك ترد على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وعلىّ عليهالسلام وهما أبواك ، وعلى خديجة وفاطمة وهما أمّاك ، وعلى القاسم والطاهر وهما خالاك ، وعلى حمزة وجعفر وهما عمّاك ، فقال له الحسن : اى أخى انى أدخل فى أمر من أمر الله لم أدخل فيه (٤).
٥٩ ـ روى الديلمى عن محمّد بن عجلان قال : أصابتنى فاقة شديدة وإضاقة ، ولا صديق لمضيق ، ولزمنى دين ثقيل ، وغريم ملح فى اقتضائه ، فتوجهت
__________________
(١) كنز الفوائد : ٢ / ٣٢.
(٢) كنز الفوائد : ٢ / ٣٢.
(٣) المناقب : ٢ / ٩٦٨.
(٤) كشف الغمة : ١ / ٥٥٢.