وقالوا انصنتوا له فانصتوا.
فقام الحسين عليهالسلام فيهم فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ صلىاللهعليهوآله ثم قال تبّا لكم أيتها الجماعة وترحا حين استصرختمونا ولهين متحيرين فأجبناكم موجفين مستعدّين سللتم علينا سيفا فى رقابنا حششتم علينا نار الفتن جناها عدوّكم وعدوّنا فأصبحتم إلبا على أولياءكم ويدا عليهم لأعدائكم ، طمعتم فيه من غير حدث كان منّا ولا رأى ثقيل فهلا لكم الويلات تجهمتمونا والسيف لم يشهر والجأش طامن والرأى لم يستخف ولكن أسرعتم إلىّ كطيرة الدبى.
تداعيتم كتداعى الفراش فقبحا لكم ، فإنما أنتم طواغيت الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ونفثة الشيطان وعصبة الآثام ومحرّفي الكتاب ومطفئ السنن وقتلة أولاد الأنبياء ومشرّدى عترة الاوصياء وملحق العهار بالنسب ومؤذى المؤمنين وصراخ ائمة المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين.
أنتم على ابن حرب وأشياعه نعتمدون وإيانا تخاذلون ، أجل والله خذل فيكم معروف وشجت عليكم عروقكم وتوارثته أصولكم وفروعكم وثبت عليكم قلوبكم وغشيت صدوركم وكنتم أخبث شيء شجىّ للناصب وأكلة للغاصب ألا لعنة الله على الناكثين ، الّذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا وأنتم والله هم.
ألا وإن الدعىّ بن الدعى قد ركز بين الاثنين بين السلّة والذلة وهيهات منا الذّلة أبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون وجدود طابت وحجور طهرت وانوف حمية ونفوس أبية لا تؤثر مصالح اللئام غير مصارع الكرام ألا قد أعذرت وأنذرت ألا إنّى زاحف بهذه الأسرة على قلة العتاد وخذلة الأصحاب ثم أنشا يقول :
فإن نهزم فهزّامون قدما |
|
وان نهزم فغير مهزّمينا |
ألا ثم لا تلبثون بعدها الا كريث ما يركب الفرس حتّى تدرككم الرحا عهدا