نواهيك فأنت إذا شئت ما تشاء حركت من أسرارهم كو امن ما أبطنت فيهم وأبدأت من إرادتك على ألسنتهم ما أفهمتهم به عنك فى عقودهم بعقول تدعوا إليك بحقايق ما منحتهم به وانّى لأعلم ممّا علمتنى ممّا أنت المشكور على ما منه أريتنى وإليه اويتنى.
اللهم وانّى مع ذلك كلّه عائذ بك لائذ بحولك وقوتك راض بحكمك الّذي سقته إلىّ فى علمك ، جار بحيث أجريتنى قاصد ما أممّتنى غير ضنين بنفسى فى ما يرضيك عنّى إذ به قد رضيتني ولا قاصر بجهدى عما إليه ندبتنى مسارع لما عرفتنى شارع فيما اشرعتنى مستبصر فى ما بصرتنى مراع ما أرعيتنى فلا تخلنى من رعايتك ولا تخرجنى من عنايتك ولا تقعدنى عن حولك ولا تخرجنى عن مقصد أنال به ارادتك.
اجعل على البصيرة مدرجتى وعلى الهداية محجّتى وعلى الرشاد مسلكى حتّى تنيلنى وتنيل بى أمنيتى وتحلّ بى على ما به أردتنى ، وله خلقتنى وإليه آويت بى وأعذ أوليائك من الافتتان بى وفتّنهم برحمتك لرحمتك فى نعمتك تفتين الاجتباء والاستخلاص بسلوك طريقتى واتباع منهجى وألحقنى بالصالحين من آبائى وذوى رحمى (١).
٩ ـ الحافظ ابن أبى شيبة حدثنا وكيع ، عن حسن بن صالح ، عن منصور ، عن شيخ يكنّى أبا محمّد أن الحسين بن علىّ عليهماالسلام كان يقول فى قنوت الوتر : اللهمّ إنك ترى ولا ترى ، اللهمّ إنا نعوذ بك من أن ننال ونخزى (٢).
__________________
(١) مهج الدعوات : ٤٨ ـ ٤٩.
(٢) المصنف : ١ / ٣٨٥.