اللهمّ انّك تعلم أنّه لم يكن ما كان منّا تنافسا فى سلطان ولا التماسا من فصول الخصام لكن لنرى المعالم من دينك وتظهر الاصلاح فى بلادك ويأمن المظلومون من عبادك ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك فانّكم تنصرونا وتنصفونا قوى الظلمة عليكم ، وعملوا فى إطفاء نور نبيّكم وحسبنا الله وعليه توكّلنا وإليه أنبأنا وإليه المصير (١).
٢ ـ عنه ، قال الحسين عليهالسلام أوصيكم بتقوى الله واحذركم أيامه وأرفع لكم أعلامه فكان المخوف قد أفد بمحول وروده ونكير حلوله وبشع مذاقه فاعتلق مهجكم وحال بين العمل وبينكم ، فبادروا بصحّة الأجسام فى مدّة الأعمار كأنّكم ببغات طوارقه فتنقلكم من ظهر الارض الى بطنها ومن علوّها الى أسفلها ومن أنسها إلى وحشتها ، ومن روحها وضوئها الى ظلمتها ، ومن سعتها إلى ضيقها. حيث لا يزار حميم ولا يعاد سقيم ولا يجاب صريخ. أعاننا الله وإيّاكم على أهوال ذلك اليوم ونجينا وإيّاكم من عقابه وأوجب لنا ولكم الجزيل من ثوابه.
عباد الله فلو كان قصر مرماكم ومدى مظعنكم كان حسب العامل شغلا يستفرغ عليه أحزانه ويذهله عن دنياه ويكثر نصبه لطلب الخلاص منه ، فكيف وهو بعد ذلك مرتهن باكتسابه مستوقف على حسابه ، لا وزير له يمنعه ولا ظهير عنه يدفعه ، و«يومئذ (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) أوصيكم بتقوى الله فانّ الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عمّا يكره إلى ما يحبّ ويرزقه من حيث لا يحتسب فاياك أن تكون ممّن يخاف على العباد من ذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبه ، فانّ الله تبارك وتعالى لا يخدع عن جنّة ولا ينال ما عنده الّا بطاعته ان شاء الله (٢).
٣ ـ عنه ، مرسلا عن الامام الحسين عليهالسلام خطابا لأهل الكوفة : أمّا بعد
__________________
(١) تحف العقول : ١٧١.
(٢) تحف العقول : ١٧٣.