الحسين على من قد أقبل فرأيت شخصا فعلمت الشر فيه فأقبلت مبادرا فاذا أنا بعائشة فى أربعين راكبا على بغل مرحل تقدّمهم وتأمرهم بالقتال فلمّا رأتنى قالت إلىّ يا ابن عبّاس لقد اجترأتم علىّ فى الدنيا تؤذوننى مرّة بعد اخرى تريدون أن تدخلوا بيتى من لا أهوى ولا احبّ فقلت وا سوأتاه يوم على بغل ويوم على جمل تريدين ان تطفئ نور الله وتقاتلى أولياء الله وتحوّلى بين رسول الله وبين حبيبه أن يدفن معه.
ارجعى فقد كفى الله عزوجل المؤنة ودفن الحسن عليهالسلام الى جانب أمه فلم يزدد من الله تعالى الّا قربا ، وما ازددتم والله منه الّا بعدا يا سوأتاه انصر فى فقد رأيت ما سرّك قال : فقطبت فى وجهى ونادت بأعلى صوتها أو ما نسيتم الجمل يا ابن عبّاس انّكم لذو؟؟؟ أحقاد ، فقلت أم والله ما نسيته أهل السماء فكيف ينساه أهل الارض فانصرفت وهى تقول :
فألقت عصاها واستقرّت بها النوى |
|
كما قرّ عينا بالاياب المسافر (١) |
٢٤ ـ أبو جعفر المشهدى باسناده ، عن علىّ بن الحسين ، عن أبيه عليهماالسلام ، قال : اشتكى الحسن بن علىّ بن أبى طالب عليهماالسلام وبرىء ، ودخل بعقبة مسجد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فسقط فى صدره ، فضمّه النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقال : فداك جدّك تشتهى شيئا؟ قال : نعم ، أشتهى خربزا ، فأدخل النبيّ صلىاللهعليهوآله يده تحت جناحه ثمّ هزّه الى السقف. قال حذيفة : فأتبعته بصرى ، فلم ألحقه ، وانّى لأراعى السقف ليعود منه ، فاذا هو قد دخل من الباب وثوبه من طرف حجره معطوف ، ففتحه بين يدى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكان فيه بطيختان ، ورمّانتان ، وسفرجلتان ، وتفاحتان فتبسّم النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : الحمد لله الذي جعلكم مثل خيار بنى اسرائيل ، ينزل إليكم رزقكم من جنّات النّعيم ، امض فداك جدّك وكل أنت وأخوك وأبوك وأمّك ، واخبأ لجدّك
__________________
(١) بشارة المصطفى : ٣٣٤.