وله خمس مراتب :
إحداها الحضور مع
الشيء من حيث عينه فحسب ، أو من حيث وجوده ، أو من حيث روحانيّته ، أو من حيث
صورته. أو من حيث مرتبته الجامعة بين الأحكام الأربعة المذكورة.
وأمّا الحضور مع
الحقّ فإمّا أن يكون من حيث ذاته ، أو من حيث أسمائه ؛ والذي من حيث أسمائه فإمّا
أن يكون متعلّقه اسما من أسماء الأفعال ، أو من أسماء الصفات فالمختصّ بالأفعال
يتعيّن بالفعل ، وينقسم بحسب أنواعه. والذي من حيث الصفات. فإمّا أن يكون متعلّقه
أمرا سلبيّا أو ثبوتيّا. والذي متعلّقه الذات فإمّا أن يكون مرجعه إلى أمر تقرّر
في الذهن من حيث الاعتقاد السمعي ، أو البرهان النظري ، أو الإخبار الإيماني
النبوي ، أو المشاهدة الذوقيّة ، أو أمرا متركّبا من المجموع ، أو من بعضها مع
بعض. وكلّ ذلك لا بدّ وأن يكون بحسب أحد الأحكام الخمسة بالنسبة إلى صاحب الحضور
أو بحسب جميعها.
فأتمّ مراتب
الحضور مع الحقّ أن يحضر معه لا باعتبار معيّن من حيث تعلّق خاصّ ، أو باعتبار حكم
وجودي ، أو نسبي ، أو أسمائي بسلب أو إثبات بصورة جمع أو فرق أو تقيّد بشيء من ذلك
أو كلّه بشرط الحصر.
وما ليس كذلك فهو
إمّا حضور نسبي من حيث مرتبة خاصّة أو اسم معيّن إن كان صاحبه من أهل الصراط
المستقيم ، وإلّا فهو حضور مع السوى كيف كان. ثم نرجع إلى إتمام ما بدأناه. فنقول
:
والعلم المقترن بالذكر إمّا أن يتعدّى الذكر ويتعلّق بالمذكور ، ويتبعه
الحضور المنبّه على سرّه ويكون تعلّقه به تابعا للأمور المذكورة في نتائج الأذكار
من بعد وبحسب ما سبق التنبيه عليه ، أو لا يتعدّى ، فيكون متعلّقه نفس الذكر ،
ويكون الحضور حينئذ معه فحسب ، أو معه ومع المفهوم منه إن كان ممّا يدلّ على معنى زائد على نفس الذكر ودلالته على المذكور.
فإن اقترن مع ذلك حكم الخيال ، استحضر ما كان صورة الذكر سببا لتشخصه في
__________________