وَمَنْ يَتَّقْ فَإنَّ اللهَ مَعْهُ |
|
وَرزْقُ اللهِ مَؤْتَابٌ وَغَادِي (١) |
فَأَسْكَنَ قافَ (يَتَّقْ) لِمَا ذكرنَا وكذلَكَ شَبَّه السُّلَمِي (أَلَمْ تَرْ) بِذَلِكَ ، إذْ كَانَتْ الكسرةُ أَثقلَ ، أو لاَِ نَّهُ أَجرى الوصلَ مَجرَى الوقفِ (٢).
قَرأ أبو عبدِ الرَّحمن : (أَلَم تَرْ كَيْفَ) (٣) ساكنةَ الرَّاء.
قالَ أَبو الفتح : هذا السكون إنَّما بابه الشعر ، لا القرآنُ ، لِمَا فيهِ مِن استهلاك الحرفِ والحركةِ قَبْلَهُ ، يَعْنِي الألف والفتحة مِنْ (ترى) (٤) أَنشَدَ أَبُو زَيد في نَوادِرِهِ :
قَالَتْ سليمى اشترْ لَنَا سُوَيْقاً (٥) |
|
...... |
يريدُ اشترِ فحذف الياءَ من يشتري والكسرةَ ، وَفِيهَا أَيضاً :
قالت لَهُ كُلَيْمَةً تَلجْلَجَا |
|
لَوْ طُبِخَ النَّيءُ بِهَا لاَُنْضِجَا |
يَا شيخُ لابُدَّ لَنَا أَنْ نَحْجُجَا |
|
قد حَجَّ فِي ذَا العام مَنْ كَانَ رَجَا |
فاكْتَرْ لَنَا كَرِيَّ صدق فالنَّجَا |
|
واحذَرْ فَلاَ تَكْتَرْ كَرَيَّا أعوجَا |
عِلْجَا إذَا سَاقَ بِنَا عَفَنْجَجَا (٦)
فَحَذَفَ كَسْرَةَ (اكترِ) في الموضعين كَمَا تَرى.
__________________
(١) مؤتاب : راجع. انظر : الخصائص : ١ / ٣٠٦ و ٢ / ٣١٧ و ٣٣٩ واللسان : ٢٠ / ٢٨٢.
(٢) المحتسب : ١ / ٣٦٠.
(٣) من قوله تعالى من سورة الفيل : ١٠٥ / ١ : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ).
(٤) في المحتسب (ترا) بالألف الممدودة ، ولا أرى لهُ وجهاً.
(٥) تقدَّمَ الشاهد في : ص : ٥٢٥. وهناك (دقيقا) مكان (سويقا) وهذا الشاهد مع الشواهد التالية كرّرها أبو الفتح هنا وقد تابعناهُ على ذلكَ.
(٦) تقدَّمَ الشاهد في : ص : ٥٢٥.