مُحَيْصن وابنُ أَبِي إسْحَاق وأَبو الأسود وعيسى الثقفي.
قَالَ أَبُو الفَتْحِ : فِيها لُغاتٌ : هَيْتَ لَك ، وهِيْتَ لَك ، وهَيْتُ لَك. وكُلُّهَا أَسْـمَـاءٌ سُمِّيَ بِهَا الفِعْلُ بِمُنْزلَةِ صَهْ ومَهْ وإيه فِي ذَلِكَ.
ومَعْنَى (هَيْتَ) وبقية أخواتها : أَسْرِعْ وبَادِر (١) ، قَالَ :
أَبْلِغْ أَمِيرَ المُؤمِـ |
|
ـنينَ أَخَا العِرَاقِ إذَا أَتَيْتَا |
إنَّ العِرَاقَ وأَهْلَهُ |
|
عُنقٌ إلَيْكَ فَهَيْتَ هَيْتَا (٢) |
وقَالَ طَرَفَة :
لَيْسَ قَومِي بالأبعْدِينَ إذَا مَا |
|
قَال دَاع مِنَ العَشِيرةِ : هَيْتُ |
هُمْ يُجِيبُونَ وا هلُمَّ سِرَاعاً |
|
كالأبابيلِ لا يغادرُ بَيْتُ (٣) |
والحركات في أواخرها لالتقاء الساكنين ، واللاّمُ مُتَعَلَّقة بنفسِ هَيْتَ وهَيْتِ وهِيْتَ وهَيتُ كَتَعَلُّقِهَا بنفس هَلُمَّ مِنْ قَولِهِم : هَلُمْ لَكَ. وإنْ شِئْتَ كَانَتْ خبَر مبتدأ محذوف ، أيْ : إرادَتي لِذَلِكَ (٤).
__________________
(١) قال أُحَيحَةُ الأنصاري :
به أَحمي المضافَ إِذا دعاني |
|
إِذا ما قيلَ للأبطـالِ هيتـا |
انظر : الإتقان : ٢ / ٧٨.
(٢) البيتان لشاعر قالهِما فِي الإمام عليِّ (عليه السلام). ويروي (إنَّ العراقَ) بكسرِ الهمزةِ مَكان فَتحها. و (سَلّمٌ عَلَيه) و (سَلْمٌ إليْكَ) مَكان (عُنُقٌ إليْكَ). معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٤٠ والخصائص : ١ / ٢٧٩ ومجمع البيان : ١٢ / ٣٧ وشرح المفصل : ٤ / ٣٢ واللسان : ٢ / ٤١١.
(٣) ويروى (لا تغادر بيتاً) مكان (لا يغادر بيت) وبذلك لا يكون هذان البيتان شاهداً على ضمِّ التَّاءِ وإنّمَا يكونانِ شاهداً على فتحها. انظر : مجمع البيان : ١٢ / ٣٧ وليسا في ديوان طرفة.
(٤) المحتسب : ١ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨.