أَي : تقطع حديثها حياءً وخفراً ، واعتدل في هذا الموضع ذُو الرُّمة ، قال :
لَهَا بَشَرٌ مِثْل الحرير ومنطقٌ |
|
رَخِيمُ الحَوَاشِي لاَ هُراءٌ وَلاَ نَزْرُ (١) |
وَمَا أَطْرَفَ قولِهِ : رخيم الحواشي ، أَي : لا تنتشر حواشيه فتهرأُ فِيهِ ، ولاَ يضِيقُ عَمَّا يُحتاجُ مِنْ مِثْلِها إلَيْهِ للسماعِ والفكاهة ، لَكِنَّهُ على اعتدال ، وكما يُستَحْسَن ويستعذَبُ من الثقال (٢) أَلاَ تَرى إلى قولِ الآخر :
وَلَمّا قَضَيْنَا مِنْ مِنى كُلَّ حَاجَة |
|
وَمَسَّحَ بالأَرْكانِ مَنْ هُوَ مَاسِحُ (٣) |
أَخَذْنَا بِأَطَرافِ الأحادِيثَ بِيْنَنَا |
|
وَسَالَتْ بأعناقِ المَطيّ الأباطِحُ (٤) |
وروى أَبو عبد الرحمن السُّلَمِي عن علي بنِ أَبي طالب عليه السلام :
__________________
أَي : على سَمْتها. وتبلِتْ ـ بكسر اللاّم ـ : تقطع الكلام من الحياء. وبفتح اللاّم تنقطع وتسكَت ، يُريدُ شدّة استحيائها فهي لا ترفع رأسَها كأ نَّها تطلب شيئاً في الأرض. ويروى : (تحَدّثْك) مكان (تخَاطِبْك).
المفضليات : ١٠٩ والخصائص : ١ / ٢٨.
(١) انظر : الديوان : ٢١٢ والخصائص : ١ / ٢٩.
(٢) في المحتسب : ١ / ٣٣٤ التقال. وما أثبتناه عن المحقّقين الذين ظهرَ لهم أَنَّ التَّقال تحريف عن الثَّقال كسحاب وهي المرأَة الرَّزانُ.
(٣) يُنْسَبُ البيتان إلى كُثَيرْ عَزَّة وإلى المُضَرَّب بنِ كعبِ بنِ زُهَير وإلى يزيدَ بنِ الطَّثرِيَةِ ويُروَى بينَهما البَيتِ التالي :
وَشُدَّتْ عَلى دُهْم المِهَارى رِحَالُنَا |
|
وَلَمْ يَنْظُرِ الغادِيِ الَّذي هُوَ رائِحُ |
انظر : الشعر والشعراء : ١ / ٦٦ والخصائص : ١ / ٢٨ والمحتسب : ١ / ٣٣٤ والوساطة : ٥٨ وأمالي المرتضى : ١ / ٤٥٧ ـ ٤٥٨ ولسان العرب : ١١ / ١٢١ ومعجم شواهد العربية : ١ / ٨٤ ونقد النصِّ عند ابن جِنِّي بحث للدكتور حازم الحلي منشور في مجلة كلية الفقه العدد ٣ لسنة ١٩٨٦ م.
(٤) المحتسب : ١ / ٣٣٣ ـ ٣٣٤.