فقد سقى الأَجش فَرَفَعَهُ بفعل مضمر ، أَي سقاها كُلّ أَجَش وهو كثير جدّاً (١).
وَقَرأ سعيد بن جبير : (بَلْ مَكَرُّ الليْلِ والنَّهَارِ) (٢) وهي قراءةُ أَبي رَزين أَيْضاً.
قال أَبو الفتح : أَما (المَكَرُّ) والكُرُورُ أَي : اختلاف الأَوْقَاتِ فَمَنْ رَفَعَهُ فَعَلَى وَجْهَينِ :
أحَدُهُمَا : بفعل مُضْمَر دَلَّ عليهِ قولُهُ : (أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ) (٣)؟ فقالوا في الجواب : بَلْ صَدَّنَا مَكَرُّ الليلِ والنَّهارِ ، أَي : كُرُورُهُما (٤).
والآخر : أن يكونَ مَرفُوعاً بالابتداء ، أَي مَكَرُّ الليلِ والنهارِ صَدَّنَا (٥).
وَقَرأَ طلحة بن مُصَرِّف : (وَأَخْذٌ مِنْ مَكان قَرِيب) (٦) منصوبة الأَلِف منونة.
قال أبو الفتح : لَك في رفعهِ ضربان :
إِن شئتَ رفعتَهُ بفعل مضمر يدلُّ عليه قولُهُ : (فَلاَ فَوْتَ). أَي : وأَحاطَ بِهِم
__________________
السَّحَابُ يدومُ أياماً فلا يقلعُ من اللإلثاثِ. والغادي : الذي يكون في الغداة والأجشُّ : الشديدُ الصوتِ ، والحالك : الشديد السواد. الكتاب : ١ / ١٤٦ والخصائص : ٢ / ٤٢٥ وشرح شواهد العيني : ٢ / ٥٠.
(١) المحتسب : ١ / ١١٦ ـ ١١٧.
(٢) سورة سبأ : ٣٤ / ٣٣ : (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ).
(٣) سورة سبأ : ٣٤ / ٣٢.
(٤) نقل هذا العكبري في إملاء ما منَّ به الرحمن : ٢ / ١٩٨.
(٥) المحتسب : ٢ / ١٩٣ ـ ١٩٤.
(٦) من قوله تعالى من سورة سبأ : ٣٤ / ٥١ : (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَان قَرِيب).