فقال عمر : كذلك قلبُ المنافِقِ لا يَصلُ إِليه شيء من الخير (١).
وَرُوي عن ابن عباس (ت / ٦٨ هـ) أَنَّه قرأَ (نُنْشِرُهَا) (٢) بالنون المضمومة والراء من قوله تعالى : (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا) (٣) ، واحتجَّ بقولِهِ تعالى : (ثُمَّ إِذَا شَاءَ أنْشَرَهُ) (٤).
وَنَجد سيبويه (ت / ١٨٠ هـ) يحتج لبعض القراءاتِ وَيُفْضِّلُ بعضَها على بعض أحياناً. قال في الكتاب : وزَعَمُوا أَنَّ في قراءة ابن مسعود (ت / ٣٢ هـ) : (وأَنزَلَ المَلاَئِكَةَ تَنْزِيَلا) (٥) لأَنَّ معنى أنزل ونزَّلَ واحد ، وَقَالَ القطامي :
وَخَيْرُ الأَمـرِ ما استقبلْتَ مِنهُ |
|
وَلَيْسَ بِأَنْ تَتّبِعَهُ اتّباعـا (٦) |
لأَنَّ تَتَبَّعْتَ واتَّبَعْتَ واحدٌ (٧).
ومضى الاحتجاج على هذه الصورة الغضَّةِ حيناً ثُمَّ قوى واشتدَّ وأُ لِّفَتْ
__________________
(١) أُنظر : الكشف عن علل القراءات : ١ / ٤٥٠ وجامع البيان : ٢ / ١٠٤ والبحر المحيط :
٤ / ٢١٨.
(٢) انظر : معاني القرآن للفرّاء : ١ / ١٧٣ وجامع البيان : ٥ / ٤٧٩ غير أنّ الذي في الجامع لأَحكام القرآن : ٣ / ٢٩٥ والبحر المحيط : ٢ / ٢٩٣ أنَّ ابنَ عباس قرأ بالنون المفتوحة والراء في حين نُسِبَتْ هذه القراءة إلى الحسن. لسان العرب : ٧ / ٦١ وتاج العروس : ٣ / ٥٦٥ وإتحاف فضلاء البشر : ٦٨ وقال ابن خالويه في مختصر شواذّ القرآن : ١٦ ، (إنَّها قراءة أبان عن عاصم). وقال عنها الطبري في جامع البيان : ٥ / ٤٧٩ (غير جائزة عندي لشذوذها عن قراءة المسلمين وخروجها عن الصحيح الفصيح).
(٣) سورة البقرة : ٢ / ٢٥٩.
(٤) سورة عبس : ٨٠ / ٢٢.
(٥) من قوله تعالى من سورة الفرقان : ٢٥ / ٢٥ : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلاَئِكَةُ تَنْزِيلا).
(٦) انظر : الديوان : ٤٠.
(٧) الكتاب : ٢ / ٢٤٤.